Páginas seleccionadas de poesía dramática en los griegos
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
Géneros
الفصل الخامس
يقبل الملك الأعظم أكزرسس منهزما، فتلقاه الجوقة معولة متوجعة وتسأله لائمة مرة وراثية أخرى عمن أهلك من جيش فارس وزعمائها وما أضاع من مجدها وسؤددها. فيجيبها نادما معتذرا، متوجعا متفجعا، وتقاسمه الجوقة كل ذلك. •••
ربما لم تقع هذه القصة من نفسنا موقعها من نفس اليونان، ولكن ينبغي ألا ننسى أن جمال هذه القصة إنما هو فيما تمثل من ظفر مدينة صغيرة ضئيلة الجيش كأثينا على أضخم دولة وأعظم سلطان في الأرض يومئذ كدولة الفرس وسلطانهم. وأن الذين شهدوا تمثيلها هم أنفسهم الذين دحروا الفرس وأجلوهم عن بلاد اليونان، فهم إنما كانوا يرون مجدهم قائما بين أيديهم ويشهدون ذل الفرس الذين أذلوهم قبلا. على أن في القصة أنواعا من الجمال الفني، ليس من الميسور نقلها إلى غير اللغة اليونانية. ومن هنا قل المختار منها في هذا السفر.
السبعة يهاجمون طيبة
كان لايوس ملك طيبة رجلا غير معقب، فشكى ذلك إلى أبلون وتنبأ له الإله بأنه مقتول بيد ابنه، ثم ولدت له امرأته غلاما فأمر أن يطرح على قمة جبل خشاة أن يتحقق ما تنبأ به الإله، ولكن راعيا من رعاة كرنثوس التقط الطفل وحمله إلى ملك المدينة فترباه وسماه أوديبوس - أي ذو القدمين المتورمتين؛ لأنه كان كذلك حين التقط - فلما شب الغلام سمع الناس يتحدثون في القصر بأنه ليس من الأسرة، فذهب يسأل أبلون عن ذلك فتنبأ له الإله بأنه قاتل أباه ومتزوج أمه.
أشفق الغلام أن يتحقق الوحي؛ فلم يعد إلى كرنثوس بل مضى إلى طيبة، وإنه لفي طريقه إليها إذ عرض له ملكها لايوس على عجلة فشاجره سائقها وضربه الملك بسوطه، فأغضبه ذلك فقتل الملك ومضى حتى بلغ طيبة، فإذا أهلها في محنة شديدة وبلاء عظيم قد ظهر لهم حيوان يسميه اليونان اسفنكس له وجه العذراء وصدرها وجسم الأسد وذيله وبراثنه، وله جناحان كجناحي الطائر، فأقام على صخرة وأخذ يسأل من عرض له من أهل المدينة عن شيء يمشي على أربع في الصباح وعلى اثنين إذا زالت الشمس وعلى ثلاث إذا أمسى المساء؟ فمن لم يحسن الإجابة على هذا السؤال افترسه وأتى عليه، وقد عظم شره في المدينة حتى أعلن كريون الذي كان يقوم على المدينة بعد لايوس أن من انتصر على هذا الحيوان فله عرش المدينة وهو زوج ملكتها جوكاست.
ذهب أوديبوس وأجاب عن السؤال بأن هذا الشيء هو الإنسان يزحف على يديه ورجليه طفلا، ويمشي على رجليه شابا، فإذا شاخ انطوى على العصى فاغتم الوحش لهذا الجواب الرشيد ورمى بنفسه من أعلى الصخرة فهلك.
صار عرش طيبة إلى أوديبوس وصارت إليه ملكتها أيضا، فولدت له ابنين: أيتيوكليس وبولينيس، وابنتين أنتيجونا واسمينا، وتم بذلك وحي أبلون فقتل أوديبوس أباه وتزوج أمه ولكنه لم يكن يعلم من هذا شيئا.
أرسل الآلهة وباء الطاعون على طيبة، واستشار الملك أبلون فأمر أن يطرد من المدينة قاتل لايوس، فأخذ أوديبوس يبحث عن هذا القاتل حتى أخبره الكاهن تريزياس بأنه هو، ففقأ عينيه وخرج هائما على وجهه تقوده ابنته أنتيجونا ولعن ابنيه لأنهما لم يصحباه. أما جوكاست فقد قتلت نفسها خنقا.
اختلف بعد ذلك إيتيوكليس وبولينيس أيهما يكون له العرش فآل أمر الملك إلى إيتيوكليس وخرج بولينيس من المدينة مغاضبا لأخيه حتى وصل إلى أرجوس فتزوج ابنة ملكها أدرست وعاد معه إلى وطنه محاربا، فطال الحصار وانهزم الأرجيون بعد أن قتل بولينيس وإيتيوكليس كل بيد صاحبه.
Página desconocida