Páginas seleccionadas de poesía dramática en los griegos
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
Géneros
يعرف التاريخ الأدبي لليونان اسم شاعر ولد في قرية من قرى أتيكا نحو سنة ثمانين وخمسمائة يقال له تسبيس، وقد أجمع رواة اليونان والرومان ومؤرخوهم على أنه هو الذي اخترع التراجيديا وأذاعها في بلاد أتيكا جميعا. يقول هوراس الروماني إن تسبيس هذا كان يتنقل بين قرى أتيكا ومعه فنه على عجلة يمثل في الأسواق والمجتمعات. فما أسرع ما كلف الناس بهذا الفن الجديد ورغبوا فيه. وأول شيء أحدثه تسبيس في التمثيل، فغاير بينه وبين الغناء التراجيدي، هو أنه أوجد مكان الشاعر الذي كان يقص حياة الإله أو البطل شخصا يمثلهما. ولم يكن هذا الشخص يكتفي بأن يقيم نفسه مقام البطل أو الإله، بل كان يحاول بقدر ما يستطيع أن يتخذ شكلهما، فكان يصبغ وجهه بشيء من الأصباغ، وربما أضاف إلى لباسه شيئا ما يمثل بعض التمثيل ما كان يتصور اليونان من زي الآلهة والأبطال.
ثم لم يكتف تسبيس بأن يكلف الجوقة استظهار أبيات من الشعر وترديدها من حين إلى حين، وإنما أحدث بينها وبين الشخص الممثل شيئا من الحوار ساذجا في أول الأمر، ولكنه مصدر رقي التمثيل.
كانت الجوقة تلقي السؤال من وقت إلى وقت على الشخص الممثل فيجيبها عليه ذاكرا بعض أخبار القصة التي يراد تمثيلها، مضيفا إلى ذلك ما يتخذ من المهارة في حركات وجهه ويديه وسائر جسمه، ليمثل البطل أو الإله، ومن هنا أصبحت التراجيديا كما كان يتصورها تسبيس تنحل إلى ثلاثة أشياء:
الأول:
قصة يلقيها الشخص الممثل مبتدئا تارة، ومجيبا على أسئلة الجوقة تارة أخرى.
الثاني:
ما تتغنى به الجوقة من شعر في الرثاء للبطل أو الإله أو في الإعجاب بالطبيعة ومظاهرها، ومن مسائل تلقيها على الممثل.
الثالث:
ما يضيفه الممثل نفسه إلى أقواله من حركات جسمية أو نبرات في الصوت، ليحسن تشخيص الإله أو البطل، ويزيد التأثير في نفس الجمهور.
8
Página desconocida