Compañerismo y Compañeros
الصحبة والصحابة
Géneros
الدليل الخامس: من الأدلة القرآنية
قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير}.
هذه الآية فيها فوائد في موضوع الصحبة من أهمها:
1. إثبات ولاية المهاجرين مع الأنصار فقط، وهذا ما يفسره الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة) رواه أحمد بسند صحيح.
وهذا الحديث فيه إخراج للطلقاء من الصحبة صحبة المهاجرين والأنصار، الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط، كما في حديث آخر: ((أنا وأصحابي حيز والناس حيز))، قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح كما سيأتي، وكلمة (أصحابي) في هذا الحديث الأخير كلمة مطلقة، فسرها الحديث المتقدم، وقيدها بأن المراد بها (المهاجرون والأنصار)، فتأمل لهذا التوافق والترابط.
2. أن الذين أسلموا ولم يهاجروا لا يستحقون من المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الولاية، التي تعني النصرة والولاء، فإذا كان المسلمون قبل فتح مكة - من أيام بدر إلى نزول الأنفال يوم بدر- لا يستحقون النصرة ولا الولاء حتى يهاجروا؛ فكيف بمن حارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ثم انتظر وتربص، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)).
Página 89