Compañerismo y Compañeros
الصحبة والصحابة
Géneros
الأثر الثاني عشر: أثر أم المؤمنين عائشة
قول أم المؤمنين رضي الله عنها: (أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم) رواه مسلم في صحيحه.
وكانت أم المؤمنين تلمح لما يفعله أهل الشام من لعن علي، وبعض أهل العراق في لعن عثمان رضي الله عنهما.
وقول عائشة هذا يفهم منه أن هؤلاء السبابين ليسوا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم -عند عائشة-، ومثله قول ابن عمر: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحكم عمره).
فهذا القول، وقول عائشة، وأقوال لسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وغيرهم، إنما انتشرت في تحريم سب الصحابة المتأخرين (الذين هم من التابعين) للصحابة المتقدمين لما انتشر بين الناس سبهم للسابقين وخاصة علي وعثمان، وهما من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالدلالة شبه صريحة، وقد كان يسبهما بعض من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو له صحبة (حسب الفهم الشائع للصحبة)، فلما طال علينا الأمد، وانقطع سب علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وأمثالهم، وبقي سب معاوية وعمرو وأمثالهما أخذنا هذه النصوص والآثار لنواجه بها الشاتمين الجدد، ومع الإقرار بأن الشتم والسب محرم إذا كان ضد غير المستحق سواء كان ضد الصحابي أو التابعي أو المسلم مطلقا، لكن المشتومين من الطلقاء ليسوا مثل المشتومين من السابقين، بل إن الطلقاء ليسوا من الصحابة أصلا وسبهم مثل سب سائر المسلمين من غير الصحابة وسب الصالح غير سب الظالم، لكنهم أدخلوا في الصحبة الشرعية وأحكامها بسبب الدفاعات التي تستلهم معها مثل هذه الآثار.
وهذا لا يعني إباحة لعن المسلم الصالح، فلعنه محرم، ولو كان في عصرنا هذا أو بعده، لكن في الوقت نفسه لا يجوز إنزال النصوص والآثار المانعة السابقة في غير أصحابها من المهاجرين والأنصار، أما غيرهم فيمكن الاستشهاد بنصوص عامة في تحريم شتم المسلم أو قتاله..
Página 149