Compañerismo y Compañeros
الصحبة والصحابة
Géneros
الأثر الحادي عشر: أثر سعيد بن زيد
عندما بويع لمعاوية -قهرا- بالكوفة بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه أقام بهذه المناسبة المغيرة بن شعبة خطباء يلعنون علي بن أبي طالب ويذمونه إرضاء لمعاوية كل هذا في أحاديث كثيرة قوية الأسانيد -ستأتي الإشارة إليها- فأنكر عليهم سعيد بن زيد -أحد العشرة المبشرين بالجنة- قائلا (يا مغيرة بن شعبة ألا أسمع أصحاب رسول الله يسبون عندك فلا تنكر ولا تغير؟..)، فهذا دلالته قوية في إخراج المغيرة ومعاوية من الصحبة.
ثم ذكر حديث ارتجاج جبل حراء بالعشرة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيرهم ثم قال: (لمشهد رجل شهده مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح) وفي لفظ (لمقام أقامه أحدهم في سبيل الله يغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم عمره.
أقول: الحادثة والحديث أسانيدها بين الحسن والصحيح وفي الحديث دلالة على أن سعيد بن زيد وهو من العشرة لا يرى المغيرة بن شعبة ومعاوية من الصحابة، بدلالة قوله للمغيرة (لمشهد شهده الرجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح).
فهذا شبيه بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقوله لخالد: ((...فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)).
Página 147