Los Sufíes: su origen y su historia
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Géneros
163
وحتى في أغلال الأوروبيين، استمر الصوفيون في اختراق الحدود الجديدة نشرا للإسلام. (16) الشريعة في الصحراء الكبرى
يمكن رؤية أنماط مشابهة في شمال أفريقيا وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أثناء هذه الفترة، ولقد رأينا حقا كيف شهد القرن الخامس عشر في المغرب ظهور صوفية شرعية تمتلك وعيا ذاتيا بفضل جهود شخصيات مثل الجزولي وأحمد الزروق. وعلى الرغم من ضرورة وضع هؤلاء الرجال في سياق بيئاتهم المحلية في المقام الأول، فإن اهتماماتهم كانت صدى للمشكلة الأكبر المتمثلة في التنوع الكبير في الممارسات الصوفية، الذي ظهر في أوائل العصر الحديث؛ ما أثار مخاوف حول عدم إمكانية أن تكون جميعها متفقة مع السنة النبوية؛ فعلى سبيل المثال: كتب أحمد الزروق كتابا بعنوان «الرد على أهل البدع»، هاجم فيه البدع الصوفية المعيبة مثل: حلق الرأس، وارتداء عباءات معينة، وتفاخر الحشم الذين يتبعون الشيوخ الصوفيين المشهورين.
164
وفي أعمال الجزولي مثل كتاب «العقيدة»، أعرب أيضا عن اهتمامه بإظهار السلوكيات الحميدة، مطالبا المجتمع برفع معاييره الأخلاقية. وعلى الرغم من أن الجزولي كانت له تعريفاته الخاصة بمعنى الطريقة المحمدية، فإنه كان واحدا من الصوفيين الكثيرين في هذه الفترة الذين تحدثوا عنها، والتي كان يجب أن تتقيد فيها كل الممارسات الصوفية بمثال أفعال النبي. وفي شمال أفريقيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، استمرت محاولات توحيد مزاعم المرجعية الصوفية والفقهية من خلال نموذج «الصوفي الفقيه»، الذي جمعت معرفته وسلوكه بين تقاليد الصوفيين وتقاليد النبي، ونرى ذلك بصفة خاصة في سيرة شخصيات مثل أحمد التيجاني (المتوفى عام 1815)، وأحمد بن عجيبة (المتوفى عام 1809)، اللذين أكملا نموذج الصوفية المقيدة بالشرع. وفي إطار محاولة إرجاع الممارسات الصوفية إلى السنة النبوية، زعم التيجاني أن بعض الأغاني الخاصة التي يعلمها للمريدين ألفها النبي نفسه ونقلها له من خلال رؤية،
165
وعن طريق توسيع التيجاني لدائرة أتباعه، من خلال ضم المسافرين الذين كانوا يأتون إلى مركزه التعليمي في مدينة فاس المغربية، تمكن من توسيع نطاق مريديه غربا ليمتد إلى غرب أفريقيا، وهناك سوف تتكون واحدة من أكثر المنظمات الإسلامية تأثيرا في القرن التاسع عشر.
166
وفي شمال أفريقيا نفسه، كان لهذا التوسع في الصوفية الملتزمة بالشريعة، التي لا مكان ل «البدع» فيها، صدى في سياسات حكام مغاربة أمثال سيدي محمد بن عبد الله (الذي حكم من عام 1757 إلى عام 1790)، ومولاي سليمان (الذي حكم من عام 1792 إلى عام 1822) الذي اعتبر كثيرا من الطرق الصوفية عقبات تقف في طريق التجديد الديني الذي سعى إلى تحقيقه في مملكته.
167
Página desconocida