وقد يعلم أن الموجود لنا فى هذه الصناعه نفسها إنما ينحى به نحو الأمور المظنونة، وهى عند السامعين مثلها عند المجيبين؛ وإنما يقاس على ذلك إذا كان المجيب هو الذى يظن. فالمقاييس الكاذبة إذن تكون: إما بجميع هذه الأشياء ، أو بالمفردات منها، والذى يعتقد الإجابة قبل السؤال فإنه لو سئل لأعطى؛ بل قد يعرض فى بعض الأشياء الأمران جميعا معا، أعنى أن يسأل سؤالا ناقضا وأن يبين كذبا، ومثال ذلك المواضع التى من القول، ومن السولوقسموس. فإن كانت التضليلات الكائنة عن التناقض إنما تكون من التبكيت المظنون، فمعلوم أن قياسات الكذب تكون من جميع هذه، أعنى من جميع الأشياء التى عنها يكون التبكيت المظنون. والتبكيت المظنون يكون من أجزاء التبكيت الصحيح، وذلك أن النقض فى التبكيت يظهر لكل أحد ( مثال ذلك: أما فى التى تعرض من قبل القول فلأنه يؤدى إلى المحال ) والذى يجعل السؤالين سؤالا واحدا فى المقدمات وإن كان الشىء بذاته من العرض، والتى من اللوازم هو جزء من هذا. وأيضا إن كان الذى يعرض ليس هو للامر نفسه بل للقول، وأيضا إن كان التناقض كليا وبذاته وبالإضافة إلى شىء واحد بعنيه وعلى جهة واحدة فأخذ محمول على شىء، أو من كل واحد من هذه. وأيضا إذا اقتضت من أول الأمر بما ليس من شأنه أن يعدد.
Página 819