Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
Editorial
إدارة ترجمان السنة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Ubicación del editor
لاهور - باكستان
Géneros
رسول الله صلى اله عليه وسلم يواسيهم ويحث الناس على مواساتهم ويجلس معهم ويأكل معهم، وفيهم نزل قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ ونزل في ابن مكتوم قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى﴾ وكان من أهل الصفة، فعوقب النبي ﷺ لأجلة، وكان رسول الله ﷺ إذا صافحهم لا ينزع يده من أيدهم، وكان يفرقهم على أهل الجدة والسعة يبعث مع كل واحد ثلاثة ومع الآخر أربعة، وكان سعد بن معاذ يحمل إلى بيته منهم ثمانين يطعمهم.
وقال أبو هريرة ﵁: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة يصلون في ثوب واحد، منهم من لايبلغ ركبتيه، فإذا ركع أحدهم قبض بيديه مخافة أن تبدو عورته. وقال بعض أهل الصفة: جئنا جماعة إلى رسول الله ﷺ وقلنا يا رسول الله أحرق بطوننا التمر فسمع بذلك رسول الله ﷺ فصعد المنبر ثم قال: ما بال أقوام يقولون أحرق بطوننا التمر، أما علمتم أن هذا التمر هو طعام أهل المدينة وقد واسونا به وواسيناكم مما واسونا به، والذي نفس محمد بيده إن منذ شهرين لم يرتفع من بيت رسول الله ﷺ دخان للخبز، وليس لهم إلا الأسودان الماء والتمر.
أخبرنا الشيخ أبو الفتوح محمد بن عبد الباقي في كتابه، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر بن زكريا الطريثيثي قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، قال حدثنا محمد بن محمد ابن سعيد الأنماطي، قال حدثنا الحسن بن يحى بن سلام، قال حدثنا محمد ابن علي الترمذي، قال حدثني سعيد بن حاتم البلخي، قال حدثنا سهل بن أسلم عن خلاد بن محمد عن أبي عبد الرحمن السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس ﵃ قال: وقف رسول الله ﷺ يومًا على أهل الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال (أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي منكم على النعت الذي أنتم عليه اليوم راضيا بما هو فيه فإنه من رفقائي يوم القيامة).
وقيل: كان منهم طائفة بخراسان يأوون إلى الكهوف والمغارات ولا يسكنون القرى والمدى، ويسمونهم في خراسان شكفتية، (لأن شكفت) اسم الغار، ينسبونهم إلى المأوى والمستقر وأهل الشام يسمونهم جوعية، والله تعالى ذكر في القرآن طوائف الخير والصلاح فسمى قوما أبرارا وآخرين مقربين، ومنهم الصابرون والصادقون، والذاكرون، والمحبون، واسم الصوفي مشتمل على جميع المتفرق في هذه الأسماء المذكورة، وهذا الاسم لم يكن في زمن رسول الله ﷺ، وقيل كان في زمن التابعين.
1 / 28