212

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Editorial

إدارة ترجمان السنة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

لاهور - باكستان

Géneros

صريحة، وعقيدة وضاءة إلى أن تقوم الساعة) (١). ونقل عن قطب الدين القسطلاني في كتاب له في التصوف: (أن الله بحكمته ونعمته أقام في كل عصر من جعل له لسانا معبرا عن عوارف المعارف الإلهية، مخبرا عن لطائف العواطف الربانية، يصل الله به ما أنقطع من علوم الأنبياء ومعارف الأولياء) (٢). وقال لسان الدين بن الخطيب: (ولا بدّ عندهم أن يكون في العالم شخص واصل إليه في كل زمان، وهو الخليفة المتلقي عن الله أسرار الموجودات، أما ظاهرا فنبيّ ورسول أو باطنا فقطب) (٣). وقال الشعراني نقلا عن عليّ الخواص أنه قال: (من نعم الله تعالى على عباده كونه تعالى لا يخلي الأرض من قائم له بحجة في دينه، رضية لولايته، وأختاره لمعاملته، يبين به دلالاته، يوضح به طرقاته، فطوبى لمن كان كذلك في هذا الزمان) (٤). وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه بعد ذكر كلام الصوفية في هذا الخصوص: (وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه لابدّ في كل زمان من إمام معصوم يكون حجة الله على المكلفين، لا يتم الإيمان إلا به) (٥). وُجُوبُ مَعْرِفَةِ الإمَامِ وبمناسبة ما ذكرناه آنفا نريد أن نورد ههنا معتقدا شيعيا آخر مرتبطا بالعقيدة السالف ذكرها، وهو أنه يجب على الناس معرفة ذلك الإمام الذي لا تخلو الأرض منه، ومن مات ولم يعرف الإمام فقد مات ميتة جاهلية، أو ميتة كفر وضلال كما قال الشريف المرتضى الشيعي الملقب بعلم الهدى عند القوم:

(١) جمهرة الأولياء ج ١ ص ٧. (٢) أيضا ج١ ص ٩٤. (٣) روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص ٥٨٠. (٤) الأخلاق المتبولية للشعراني ج٢ ص ١١٦، ١١٧. (٥) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج ١١ ص ٤٣٩ ط ١٣٩٨ هـ.

1 / 215