192

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Editorial

إدارة ترجمان السنة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

لاهور - باكستان

Géneros

تعالى دون النبي، ولما كانت الولاية أكبر حيطة من النبوة وباطنا لها، شملت الأنبياء والأولياء. فالأنبياء هم أولياء فانون بالحق، باقون به، منبئون عن الغيب وأسراره .... ولا نهاية لكمال الولاية، فمراتب الأولياء غير متناهية) (١). هذا ومثل هذا كثير عنده. وهناك تلميذ آخر لابن عربي شيعي، فقال مثل ما قاله القيصري: (وفي الحقيقة: الولاية هي باطن النبوة، والفرق بين النبي والرسول والوليّ أن النبي والرسول لهما التصرف في الخلق بحسب الظاهر والشريعة، والولي له التصرف فيهم بحسب الباطن والحقيقة ومن هذا قالوا: النبوة تنقطع، والولاية لا تنقطع أبدا) (٢). وقال النسفي عزيز الدين بن محمد المتوفى ٦٧١ هـ في كتابه (زبدة الحقائق): (إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة، وقالوا: أن النبوة باطنها الولاية، وأما الولاية فباطنها عالم الإله) (٣). هذا ما ذكره في كتابه (زبدة الحقائق)، وبمثل ذلك ذكر في كتابه (الإنسان الكامل) (٤). وأما ما قاله في كتابه (كشف الحقائق) فهو: (أيها العارف، إن العارفين عند أهل الوحدة ثلاثة طوائف: حكماء وأنبياء وأولياء، فالحكيم من يكون عارفا بطبائع الأشياء، والنبي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها، والولي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها وحقائقها، فظهر أنه لا يوجد في العالم أحد يضاهي الوليّ في العلم والقدرة، لأن الله له تجليّان: تجلي عام، تجلي خاص. فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات، والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ، وهذا هو معنى قول الله ﷿: ﴿فالله هو الوليّ وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء

(١) مقدمة شرح الفصوص للقيصري مخطوط ص ٨٦ وما بعد المنقول من كتاب ختم الأولياء ص ٤٩١. (٢) كتاب نص النصوص لحيدر الآملي مخطوط ص ٩١ وما بعد. (٣) زبدة الحقائق للنسفي طبعة فارسية ص ٥٩ بتصحيح تعليق حق وردي ناصري ط إيران ١٤٠٥هـ قمري. (٤) انظر ص ١١٠.

1 / 195