180

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Editorial

إدارة ترجمان السنة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

لاهور - باكستان

Géneros

فمن الأولياء من حصّل جميع هذه الأنواع، كأبي يزيد البسطامي، وسهل بن عبد الله، ومنهم من حصّل بعضها) (١). ويقول في إحدى رسائله: (للأرواح الإنسانية إذا صفت وزكت معارج في العالم العلوي المفارق وغير المفارق فينظر مناظر الروحانيات المفارقة، فترى مواقع نظرهم في أرواح الأفلاك ودورانها بها، فينزل مع حكم الأدوار وترسل طرفها في رقائق التنزيلات حتى ترى مساقط نجومها في قلوب العباد، فتعرف ما تحويه صدورهم وما تنطوي عليه ضمائرهم، وما تدل عليه حركاتهم ... وإذا توجهت الأسرار نحو قارئها بفناء وبقاء، وجمع وفرق سقطت عليها أنوار الحضرة الإلهية من حيثها، لا من حيث الذات، فأشرقت أرض النفوس بين يديه فالتفت فعلم ما أدركه بصره وأخبر بالغيب وبالسرائر وبما تكنه الضمائر وما يجري في الليل والنهار) (٢). ويقول: (من يكن الحق سمعه وبصره فكيف يخفى عليه شيء) (٣). وقال: (يرتقي الوليّ إلى عالم الغيب فيشاهد اليمين ماسكة قلمها وهي تخطط في اللوح) (٤). و: (من الصوفية من لا يزال عاكفا على اللوح، ومنهم من يشهده تارة تارة) (٥). ونقل ابن عربي في كتابه عن الجنيد أنه قال: (العارف هو الذي ينطق عن سرّك وأنت ساكت) (٦). ولقد بيّن في إحدى كتبه طريق إطلاع الصوفية على الغيب فقال:

(١) شرح المسائل الروحانية لابن عربي المنشور في كتاب ختم الولاية للترمذي الملقب بالحكيم ص ١٤٢، ١٤٣ ط المطبعة الكاثوليكية بيروت. (٢) كتاب التجليات لابن عربي ص ٢٢ من مجموعة رسائله ط حيدر أباد دكن الهند ١٣٦٧ هـ. (٣) التدبيرات الإلهية لابن عربي ص ١١٨ ط ليدن ١٣٣٦ هـ. (٤) مواقع النجوم لابن عربي ص ٨٢. (٥) أيضا ١٤٨. (٦) أيضا ١٤٩.

1 / 183