164

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Editorial

إدارة ترجمان السنة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

لاهور - باكستان

Géneros

وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. وإذا بذلك الحجاب قد رفع وأذن لي بالدخول. ولما دخلته رأيت الأنبياء صفوفا صفوفا ودونهم الملائكة، ورأيت أقربهم للحق أربعة أنبياء، ورأيت أولياء أمة محمد أقرب الناس إلى محمد وهو أقرب الخلق إلى الله تعالى وأقرب إليه أربعة أولياء، فعرفت منهم السيد محيى الدين عبد القادر، وهو الذي تلقاني إلى باب الحجاب، وأخذ بعضدي حتى دنوت من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، فناولني يمينه فأخذته بكلتا يديّ، فلا زال يجذبني ويدنيني حتى ما بقي بيني وبين ربي أحد، فلما حققت النظر في ربي ورأيته على صورة النبي، إلا أنه كالثلج أشبه شيء أعرفه في الوجود من غير رداء ولا ثياب. ولما وضعت شفتي على محل منه لأقبله أحسست ببرد الثلج ﷾، فأردت أخر صعقا، فمسكني سيدنا محمد صلى الله عليه وآله) (١). وأما ابن عربي فيجعل لعروجه محاكيا المعراج النبوي الشريف ويقول: (بينما أنا نائم وسر وجودي متهجد قائم جاءني رسول التوفيق، ليهديني سواء الطريق، ومعه براق الإخلاص، عليه لبد الفوز ولجام الإخلاص، فكشف عن سقف محلىّ، وأخذ في نقضى وحلىّ، وشق صدري بسكين السكينة، وقيل لي: تأهب لارتقاء الرتبة المكينة، وأخرج قلبي في منديل، لآمن من التبديل، وألقى في طست الرضا، بموارد القضا، ورمى منه حظ الشيطان، وغسل بماء: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ... ثم أتيت بالخمر واللبن، فشربت ميراث تمام اللبن، وتركت الخمر حذرا أن أكشف السر بالسكر ... استفتح لي سماء الأجسام فرأيت سر روحانية آدم ﵇ ... فاستفتح الرسول الوضاح، سماء الأرواح ... قال لي: مرحبا وأهلا - إلى آخر الخرافات والمختلقات) (٢). ويقول أحد من المتقدمين من الصوفية نجم الدين كبري المقتول ٦١٨ هـ: (أنه أيضا ممن عرج به إلى السماء) (٣).

(١) المواقف الإلهية لابن البان ص ١٦٤ إلى ١٦٩. (٢) انظر كتاب الأسراء لابن عربي ص ١٨ من (رسائل ابن عربي) الطبعة الأولى ص حيدر أباد دكن الهند ١٣٦٧ هـ. (٣) انظر فوائح الجمال وفواتح الجلال لنجم الدين الكبري بتصحيح دكتور فريتزمائر أستاذ بجامعة بازيل بسويسرا مطبعة فرانتزشتاينز ويسبادن المانيا ١٩٥٧م.

1 / 167