Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
Editorial
إدارة ترجمان السنة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Ubicación del editor
لاهور - باكستان
Géneros
بيئته، وروّجوا بين المسلمين أفكارا يهودية ومجوسية ونصرانية، وعقائد مدخولة مدسوسة، نقمة على الإسلام والمسلمين، من حلول الإله أو الجزء الإلهي في الخلق، وإجراء النبوة بعد خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه، ونزول الوحي وإتيان الملائكة، وحصول العصمة، ووجود شخص في كل عصر وزمان به قيام الأرض وثباتها، وعقيدة الوصاية والولاية، والإخفاء والكتمان، والتأويل، وانقسام العلم إلى الظاهر والباطن، وتقسيم الناس إلى العامة والخاصة، وتعطيل الشريعة ومسخها، ومسخ تعاليمها، ورفع التكليف وغير ذلك من الخرافات والترهات مما لا علاقة لها بالإسلام، قريبة ولا بعيدة، ولم يقصد من بثّها ودسها إلا ضرب الإسلام ومحوه من الوجود وتفريق كلمته، وتشتيت قوته، ودرء هيمنته، وخرق هيبته.
فكان هذا هو المقصود من تكوين التشيع وإنشائه، فأدى التشيع في سبيل ذلك خدمات جليلة، وكان أول ضحيته سيدنا الإمام المظلوم عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث وصهر رسول الله، كما كان أول ثمرته التفرق والتمزق، والتشتت والتحزب في الأمة الإسلامية الواحدة، المتفقة العقائد، المتحدة الآراء والأفكار، فولدت الفرق، ونشأت الطوائف العديدة وبرزت الآراء الجديدة، وراجت بين المسلمين مذاهب لم تكن موجودة ولا معروفة من قبل، وكثير من المذاهب المنحرفة والعقائد الزائفة غذّيت من قبل التشيع، ونمّيت وربّيت، وأمدّت ودعّمت، ولو أنه بعد حين صار هذا الزيغ والضلال من لوازم تلك النحلة، وعلائم تلك الطائفة، حيث أنسى تقادم العهد المصدر الأصلي، والمنبع الحقيقي، والموجد الأول، والمنشئ الأصلي، وكان الهدف من هذا أن تعمّ الفتنة، ويكثر البلوى، وتبعد أمة محمد ﷺ من محمد ﵊ وإرشاداته وتوجيهاته، وعن الكتاب الذي أنزل على قلبه الطاهر، وعن أحكامه وضوابطه، وأن تضعف كذلك، ويضعف سلطانها، وينكمش حكمها، سلطتها واختيارها.
فكان إحدى هذه الفرق والنحل والمشارب والمذاهب، الصوفية والتصوف، كما يظهر لمن درس كتب التاريخ والعقائد والمسالك، وتعمق في منشأ ومولد الطوائف والنحل أن كل فتنة ظهرت في تاريخ الإسلام، وكل ديانة طلعت من العدم إلى الوجود كان رأسها ومديرها، أو منشئها ومدبرها واحد من الشيعة.
وكذلك كان أمر الصوفية. فإن الثلاثة الذين اشتهروا في التاريخ الإسلامي باسم الصوفي ولقبه بادئ ذي بدء كان اثنان منهم من الشيعة أو متهمين بالتشيع، كما
1 / 138