173

Sudán

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

Géneros

ظل الوفد المصري في باريس يواصل جهوده بالخطب والمقالات والنداءات والاحتجاجات، وأوفد سعادة «دولة» محمد محمود باشا إلى أمريكا، واتصل بعضو الشيوخ الأمريكي مستر فولك الذي اتفق مع الوفد على أتعاب في سبيل الدفاع عن القضية المصرية في أمريكا.

ثم أذاعت شركة روتر ما يأتي:

لندن في 22 سبتمبر سنة 1919. أعلن رسميا أن لجنة التحقيق المعهود إليها البحث في الاضطرابات الأخيرة في مصر وفي شأن الحكومة القائمة في مصر مؤلفة من اللورد ملنر رئيسا ومن السر رنل رود والجنرال السر جون سيمون مكسويل والجنرال السر أدين توماس. والمستر ج. أ. سبندر. رئيس تحرير «وستمنستر غازيت». والمستر ث. ج. ب. هورست المستشار القضائي في وزارة الخارجية أعضاء.

قاطعت الأمة المصرية، تحت إشراف الوفد المصري ولجنته المركزية، لجنة ملنر، وقامت المظاهرات ضدها، واستقالت وزارة سعيد باشا احتجاجا على وصول اللجنة، وقبلت استقالتها في 19 نوفمبر سنة 1919، وخلفتها وزارة يوسف وهبة باشا، وكان فيها محمد توفيق نسيم باشا، وكانت مؤلفة من: يوسف وهبة باشا للمالية، وأحمد زيور باشا للمواصلات، ومحمد توفيق نسيم باشا للداخلية، ويحيى إبراهيم باشا للمعارف، وإسماعيل سري باشا للأشغال والبحرية، وأحمد ذو الفقار باشا للحقانية، ومحمد شفيق باشا للزراعة، وحسين درويش باشا للأوقاف. (1) مهمة لجنة ملنر

في 13 نوفمبر سنة 1919 أقيم أول احتفال بذكرى 13 نوفمبر سنة 1918. في 15 سنة 1919 نشرت دار الحماية في مصر البلاغ الرسمي التالي عن مهمة لجنة ملنر:

إن سياسة بريطانية العظمى في القطر المصري هي المحافظة على حكومته الذاتية تحت الحماية البريطانية، وإنشاء نظام حكومة ذاتية تحت رياسة حاكم وطني. وغرض بريطانيا العظمى الدفاع عن مصر من كل خطر خارجي أو من تدخل أي دولة أجنبية، وغرضها في الوقت نفسه تأسيس نظام دستوري تحت إرشاد بريطانيا العظمى على قدر الحاجة. والنظام الذي يمكن عظمة السلطان ومعالي وزرائه وحضرات مندوبي الأمة في دوائرهم الخاصة من الاشتراك في إدارة الأمور المصرية. وذلك على أسلوب يزيد فيه نفوذهم على مرور الأيام. وعليه فقد قررت حكومة جلالة الملك إرسال لجنة إلى مصر مهمتها تقرير نظام الحكم للوصول إلى تلك الغاية. وبعد أن تستشير اللجنة عظمة السلطان ومعالي وزرائه وأصحاب الرأي من المصريين تباشر الأعمال الأولية اللازمة قبل وضع قانون الحكومة المستقبلة، وليس من اختصاص اللجنة أن تشتغل بوضع شكل الحكومة على مصر. فإن مهمتها أن تدرس الأحوال درسا دقيقا، وتبحث عن أصحاب الشأن في البلاد في الإصلاحات اللازمة، وأن تقترح نظام الحكم الذي يمكن تنفيذه فيها في النتيجة. فالمأمول أن يكون ذلك بالموافقة التامة مع عظمة السلطان ومعالي الوزراء الكرام. (2) الوفد السوداني في لندن

عقب عقد الهدنة وبعد سفر الوفد المصري إلى باريس للمطالبة بالاستقلال التام لمصر والسودان من مؤتمر الصلح - سافر وفد سوداني برياسة حضرة الحسيب النسيب السر السيد علي الميرغني وعضوية حضرات الحسيب النسيب السر السيد عبد الرحمن المهدي والشريف يوسف الهندي - أكبر الزعماء الدينيين في السودان، وأصحاب الفضيلة الشيخ أحمد الطيب هاشم مفتي السودان، والشيخ أبو القاسم هاشم شيخ العلماء، والشيخ إسماعيل الأزهري مفتش المحاكم الشرعية، والشيخ علي التوم ناظر قبائل الكبابيش، والشيخ إبراهيم موسى ناظر قبائل الهدندوة، والشيخ عوض الكريم أبو سن ناظر قبائل الشكرية، والشيخ إبراهيم محمد ناظر قبائل الجعليين. ورافقهم مستر ويليس مدير المخابرات وصمويل عطية بك وكان الغرض الرسمي من سفر الوفد تقديم التهاني لجلالة ملك الإنكليز لانتصاره على الألمان وعقد الهدنة.

وقد ألقى السيد الميرغني خطابا باللغة العربية في حضرة جلالة الملك جورج، وألقى السير ونجت الذي حضر الزيارة ترجمة للخطاب، ومجمله أنهم حضروا بالنيابة عن الشعب السوداني لتقديم التهاني بانتصار الحلفاء وقد رد جلالة الملك بالشكر. (الوفد السوداني في لندن سنة 1919) من اليمين: الجالسان: الشيخ أحمد الطيب هاشم. والسر السيد علي الميرغني. الواقفان: عن اليمين الشريف يوسف الهندي، والسر السيد عبد الرحمن المهدي.

ثم قدم السيد عبد الرحمن المهدي سيفا كان للمغفور له والده، وأنعم جلالته بنياشين مختلفة على أعضاء الوفد. وقد رد جلالته في المقابلة نفسها بكتاب بخط جلالته وتوقيعه بأنه يرد إليه هذا السيف إلى السيد عبد الرحمن لكي يستعمله في خدمة الحكومة السودانية.

صمويل عطية بك - رئيس القلم العربي بوكالة حكومة السودان بالقاهرة. (3) وصول لجنة ملنر وسفرها

Página desconocida