Sudán
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Géneros
هو الزعيم الديني الثالث من زعماء السودان، وهو ابن الحسيب النسيب الشريف يوسف الهندي ابن الشريف محمد الأمين بن الشريف يوسف الهندي من سكان رهد النيل الأزرق.
صاحب السيادة الحسيب النسيب الشريف يوسف الهندي.
الفصل الثاني عشر
حوادث مصر في السودان
واصلت حكومة السودان حكم البلاد على النهج الذي أسلفنا الكلام عليه، وظل النفوذ الإنكليزي يتوطد في البلاد السودانية، بينما يضعف النفوذ المصري الرسمي ، ببطء وتدريجيا.
على أن حوادث مصر كانت تلقى صدى في السودان. فلقد كان الجيش المصري وموظفون مدنيون مصريون كثيرون يعملون في السودان كموظفين منتدبين من الحكومة المصرية. أو عاملين في الحكومة السودانية، وكان مع رجال الجيش والموظفين أسرهم. وكانت حركة النقل بين مصر والسودان لا تنقطع، وكان الكثير من المصريين في السودان والسودانيين مشتركين في الصحف المصرية.
كما أنه كانت هناك علاقات تجارية بين مصر والسودان؛ ولذا كانت حوادث مصر تسمع وتقرأ ويعلق عليها في السودان، هذا من الوجهتين الاجتماعية والتجارية وشيء من الوجهة السياسية «الكلامية». على أن الحكومة السودانية كثيرا ما منعت دخول الصحف العربية إلى السودان.
ومن الوجهة السياسية كان المصريون لا يفتأون ينادون في كل مناسبة ببطلان اتفاقية سنة 1819، ولكن توطيد دعائم الاحتلال في مصر وزيادة النفوذ الإنكليزي فيها وطرده لكل نفوذ أجنبي، وخاصة النفوذ الفرنسي، قد ألهى المصريين في الواقع عما كان يجري في السودان، فحوادث مصر الداخلية كانت كثيرة ومزدوجة، كسياسة كرومر، والخلاف بينه وبين الخديوي عباس، ونشوء أحزاب سياسية جديدة، الحزب الوطني بزعامة المغفور له مصطفى كامل، ولسان حاله جريدة اللواء وزميلتان لها إحداهما فرنسية والأخرى إنكليزية، وحزب الإصلاح على المبادئ الدستورية ومؤسسه ورئيسه المغفور له السيد علي يوسف «باشا»
1
صاحب جريدة «المؤيد» التي كان لها شأن عظيم في مستهل الحركة الوطنية الأولى وفي العالم الإسلامي، وكان لصاحبها حوادث كثيرة تحدث بها الرأي العام. وكان لها في وقت من الأوقات مشتركون كثيرون في السودان. ثم حزب الأمة ورئيسه المغفور له محمود سليمان باشا والد حضرة صاحب الدولة محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين. وكانت الجريدة لسان حال حزب الأمة ورئيس تحريرها الأستاذ أحمد لطفي السيد بك مدير الجامعة المصرية.
Página desconocida