ثم ينهى عن الغش والخداع والكذب، ويريد ممن يريد أن يكون مسيحيا أن يكون شجاعا صريحا لا يداجي ولا يداهن ولا يماحك فيقول: «ليكن كلامكم نعم نعم، أو لا لا. أنتم تعرفون الحق والحق يحرركم فلا تخافوا. إن حبة الحنطة إن لم تمت لم تعش.»
وقد يقول قائل: قل لنا كيف نعيد؟ الجواب عندي يا أخي هو أن تخلع ثوب أنانيتك، فإن كنت حاكما فوزع العدل بالقسطاس والميزان، وبهذا تعيد الميلاد على حقه. وإن كنت محكوما فابتعد عن الإساءة ولا تضر بالناس، وهذا ما يسألك إياه صاحب العيد.
وإذا كنت معلما فحاول أن تبث الأخلاق الفاضلة في نفس من تعلم، واقترب جهدك من المثل الأعلى، لا تنس أن يسوع هو المعلم.
وإذا كنت سيد شعب فلا تجر أمتك إلى المجازر البشرية، فالمسيح جاء رسول سلام، وهو الذي علم: «من ضربك على خدك الأيمن فحول له الأيسر.»
وإذا كنت صاحب مصنع فتذكر مثل من بنى بيته على الرمل، وأتقن صناعتك جيدا.
كلنا يعلم أسطورة «البابا نويل»، يزعمون أن هذا الشيخ يأتي ليلا ويمنح هداياه وجوائزه الجميلة للأولاد الصغار الهادئين الذين لا يقلقون سكينة البيت وراحته، ترى ألا يتجاوز هذا البابا نويل صلاحيته الصغرى فيمنح قادة العالم جوائزه العظمى لعلهم يتركون عباد الله المساكين مستريحين في مزارعهم فلا يغرقونهم في بحار الدم؟! ...
وقصارى الكلام أن عيد الميلاد يكون عيد ميلاد على حقه إذا ولد فينا قلب جديد، قلب يرافق تعاليم صاحب العيد ويماشيها.
ويكون الميلاد ميلادا حقيقيا متى حولت الاختراعات الهدامة لخدمة البشرية التي أحبها يسوع، وإذ ذاك تنتصر مملكة الروح التي أرادها المعلم حين قال: «ليس ملكوت الله أكلا وشربا، بل برا وسلاما.»
إلى رجل الغد
يا حبيب القلب
Página desconocida