177

Caminos y Enfoques

سبل ومناهج

Géneros

الهياكل والكنائس والمعابد تمتلئ ليلة الميلاد بالمرتلين: هاليلويا كيرياليسون، آمين!

ستردد هذه الكلمات مئات ملايين المرات من أفواه الملايين المعتقدين أن العيد بدونها لا يكون كبيرا وعظيما، مع أن صاحب العيد هو القائل في إنجيله: «ليس من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل من يعمل إرادة أبي الذي في السموات.»

لقد جاء المسيح ليبلغ الناس إرادة أبيه الذي في السماء، وقد شعر بذلك تلاميذه فأطلقوا عليه لقب «المعلم»، وما دمنا نعيد لذكرى ميلاد معلم إلهي فحسنا نصنع إذا ذكرنا الناس بما علم.

إن السيد المسيح هو رسول تحرير ورحمة، ظهر في زمن كان فيه البؤس عظيما، فألقى محياه الإلهي رجاء وأملا في نفوس الساقطين تحت الأحمال الثقيلة، فقال في خطبته على الجبل: «طوبى للحزانى! لأنهم يتعزون» وكأنه أراد أن يدخل الرأفة إلى قلوب الملوك الذين إذا ما دخلوا قرية أفسدوها، فقال أيضا: «طوبى للرحماء فإنهم يرحمون!»

ثم التفت إلى تلاميذه الملتفين حول منبره الجبلي وقال لهم: «أنتم ملح الأرض»، وإن فسد الملح فبماذا يملح؟ «أنتم نور العالم»، وهل يوقد سراج ويوضع تحت مكيال؟

وأدرك السيد أن السلطة تحصي عليه أنفاسه، وأن جواسيسها حوله وحواليه، فقال أولا: «ما جئت لأنقض الناموس، بل لأكمل.» ثم مضى في النقض والإبرام، فقال: «قيل للقدماء: لا تقتل، أما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلا يشجب، ومن قال له: يا أحمق، يستحق عذاب جهنم.»

وهنا تصطدم في رأس السيد فكرة كانت سائدة في ذلك الزمان، وهي اعتقاد الناس أن بالصلاة وحدها تمحى الذنوب، فأمر بترك القرابين على مذابحها، والذهاب إلى مصالحة من تذكرنا أننا أخطأنا إليهم.

وأراد أن يخفف من حدة شريعة ذلك الزمان فقال: «سمعتم أنه قيل: العين بالعين والسن بالسن، أما أنا فأقول: لا تقاوموا الشر بالشر، من طلب ثوبك اترك له رداءك، ومن سخرك ميلا امش معه ميلين، ومن سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.»

ورأى تباغض الناس وتطاحنهم حول حطام الدنيا، فقال: «قيل لكم: حب قريبك وأبغض عدوك، أما أنا فأقول: حبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، لتكونوا أبناء الله الذي يشرق شمسه على الأشرار والأخيار، ويمطر على الأبرار والظالمين. فإذا أحببتم من يحبكم فأي أجر لكم ؟ أليس العشارون يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟»

وكأن السيد أراد ألا تكون الأعمال خبثا ورياء، بل أرادها صادرة من القلب منبع المحبة والرحمة، فقال - يحث على الإحسان لتخفيف ويلات البشر: «لا تتصدقوا قدام الناس فيضيع أجركم، فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون ليمجدهم الناس، بل لا تدع شمالك تعرف بما صنعت يمينك.»

Página desconocida