فرجائي إليك يا عزيزي أن تعمل بما قلته لك لتستطيع أن تقول في غد على مسمع بنيك وأحفادك: ما أحلى أيام المدرسة! فلا يتغامزون عليك ولا يقولون: ماذا أفاد أبونا أو جدنا من المدرسة ليستحلي أيامها؟!
ليتهم ادخروا لنا ما أنفقوه عليه، إنه كان رأس مال لنا، أما أيام مدرسته فساقطة من الحساب، ولا محل لها في التاريخ.
عمودا البيت
لا يقوم البيت على حيط واحد، فالله - وحده - بنى السماء بلا عمد، إن للبيت عمودين هما المرأة والرجل. كانت كلمتنا الأولى موجهة إلى المرأة لأنها المسئولة الأولى؛ ولهذا أطلقت عليها كلمة ربة البيت حتى في عهد وأد البنات، أما الآن فالكلام عن الرجل.
قيل لي إن بعض الرجال كانوا راضين عن كلمتي السابقة فكانوا يتغامزون فيما بينهم، كانت المرأة تخضر وتحمر وتحرق على أسنانها متمنية لي قصف العمر غير آسفة على شبابي الغض ...! مهلا يا سيدتي فها قد جاء دور رجلك.
الغرض من الزواج يا سيدتي هو حفظ النوع وترقيته بتكوين الأسرة المثلى، كان لله سفر تكوين واحد أما نحن بني البشر فلنا دائما سفر تكوين، العائلة هي الخلية ومن الخلايا تتألف الأجسام، ومتى كانت الخلايا صالحة كانت الأجساد قوية منيعة ، فماذا نعمل يا سيدتي ويا سيدي حتى نوطد أركان الوطن بما نعد من رجال؟ قد تظنان كلاكما أن هذا من عمل المدرسة، وأنا كرجل ممارس أقول لكما: لا، البيت يربي والمدرسة تهذب، فإذا أعطيتماني المحروس بلا مرب عاد إليكما بلا تهذيب؛ لأن الحطب لا يقوم.
قرأت كتابا فرنسيا في التربية صور على جلده والد يتأهب لمغادرة البيت، وأم كل بالها في زينتها، والولد حيران لا يبالي به أحد.
وكأن شاعر هذا الجيل المرحوم شوقي قد رأى هذه الصورة، وقرأ ذلك الكتاب فأوحى إليه بهذين البيتين:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من
هم الحياة وخلفاه ذليلا
Página desconocida