Subh al-aʿsha en el arte de la composición

al-Qalqashandi d. 821 AH
91

Subh al-aʿsha en el arte de la composición

صبح الأعشى في صناعة الانشاء

Editorial

دار الكتب العلمية

Ubicación del editor

بيروت

على مذهب الملك الذي يتمذهب به من مذاهب المسلمين ليكون موافقا له من كل وجه» . ولما فتحت الصحابة (رضوان الله عليهم) مصر، بعث عمر بن الخطاب ﵁ إلى عمرو بن العاص يأمره أن لا يستعمل في عمل من أعمال المسلمين كافرا فأجابه عمرو: بأن المسلمين إلى الآن لم يعرفوا حقيقة البلاد، ولم يطّلعوا على مقادير خراجها؛ وقد اجتهدت في نصرانيّ عارف منسوب إلى أمانة إلى حين معرفتنا بها فنعزله، فغضب عمر ﵁ وقال: كيف تؤمّنهم وقد خوّنهم الله؟ وكيف تعزّهم وقد أذلّهم الله؟ وكيف تقرّبهم وقد أبعدهم الله؟ ثم تلا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ «١» الآية، وقال في آخر كتابه «مات النصرانيّ والسلام» . وقد روي أن أبا موسى الأشعري ﵁ قدم على عمر بن الخطاب ﵁، ومعه كاتب نصراني فأعجب عمر بخطه وحسابه، فقال عمر «أحضر كاتبك ليقرأ»، فقال أبو موسى «إنه نصرانيّ لا يدخل المسجد» فزبره «٢» عمر ﵁ وقال «لا تؤمّنوهم، وقد خوّنهم الله، ولا تدنوهم، وقد أبعدهم الله، ولا تعزّوهم وقد أذلهم الله» . وقد قال الشافعي «٣» ﵁ في كتاب الأمّ: «ما ينبغي لقاض ولا وال أن يتخذ كاتبا ذمّيا ولا يضع الذّمي موضعا يفضل به مسلما» . ويعزّ على المسلمين أن يكون لهم حاجة إلى غير مسلم. وجزم الماورديّ والقاضي أبو الطيّب والبندنيجيّ وابن الصبّاغ «٤» وغيرهم من أصحابنا الشافعية ﵏

1 / 94