Preguntas de Ajurri a Abu Dawud

Abu Dawood al-Sijistani d. 275 AH
13

Preguntas de Ajurri a Abu Dawud

سؤالات الآجري لأبي داود

Investigador

محمد علي قاسم العمري

Editorial

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٣هـ/١٩٨٣م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

وكان إبراهيم الأصبهاني، وأبو بكر بن صدقة يذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه بمثله١. عقيدته: عاش ﵀ في فترة زمنية ظهر فيها العديد من الاتجاهات الفكرية، فكان في الكوفة المذهب الشيعي، وكانت بالبصرة موطن القدرية، والشام موطن الناصبة، إلى جانب بعض الطوائف الأخرى كالخوارج والجبرية والمرجئة والجهمية، والقائلين بالاعتزال. وقد كان التخاصم فيما بين تلك المذاهب من أهم العوامل في تنشيطها وسرعة انتشارها. وهكذا ابتلي بها الكثيرون من الساسة فضلًا عن عوام الناس، بل أن مذهب الاعتزال تربع على مقعد السلطة أيام المأمون، حتى صار يحكم بمبادئه، ويحارب ويذل من خالفه، ومسألة القول بخلق القرآن من أبرز الدلائل على ذلك. وبحكم ترحال أبي داود المستمر في البلاد فقد باشر ﵀ بنفسه أهل تلك الطوائف على اختلاف اتجاهاتهم، فعرف ما تنطوي عليه عقائدهم الفاسدة، الأمر الذي باعد بينه وبينهم، فسلك سبيلًا غير سبيلهم، سبيل الاستقامة والسلامة، ولا ريب أن تأثره بشيخه الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنّة والجماعة كان عاملًا هامًا في ثباته على مسلكه القويم، الذي ارتضاه السف الصالح لأنفسهم، فضلًا عن ذلك النوع من العلم الذي تخصص فيه ﵀ وفيه ما يعصم الإنسان من الوقوع في المهالك. وهكذا فقد عصمه الله تعالى، فكان إمامًا من أكابر أهل السنّة والداعين إليها، وكثيرًا ما نراه يحطّ من قدر أولئك المنحرفين باتباعهم مذاهب لا تقوم بها حجة شرعية وفي هذا الكتاب المحقق الكثير من الأدلة على ما نقول.

١ تاريخ بغداد ٤/ ٥٧.

1 / 22