[سؤالات الحافظ السلفي]
الكتاب: سؤالات أبي طاهر السلفي أبا الكرم خميس بن علي الحوزي
المؤلف: أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي
المتوفى: 576 ه
المحقق: أبو عمر محمد بن علي الأزهري
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر- القاهرة
الطبعة: الأولى، 1431 ه - 2010 م
عدد المجلدات: 1
ملاحظات:
1 - الكتاب موافق لطبعة الفاروق.
2 - الكتاب مقابل على طبعة الفاروق، وطبعة دار الفكر بتحقيق مطاع الطرابيشي.
Página 1
مصدر الكتاب: مكتبة أحمد الخضري الجزء فيه سؤالات الشيخ الأوحد الإمام الحافظ .
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني .
أبا الكرم خميس بن علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن سلامويه الحوزي الحافظ .
عن جماعة من أهل واسط ، ومن الغرباء القادمين إليها .
رواية الشيخ الفقيه الأجل العالم أبي الفضل جعفر بن علي بن [أبي] البركات بن جعفر بن يحيى الهمداني ، أبقاه الله ، تعالى .
عن الحافظ السلفي ، رحمه الله تعالى .
Página 41
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، قراءة عليه وأنا أسمع، في ثالث عشري رجب سنة خمس وثلاثين وست مئة بدمشق قيل له: أخبركم الشيخ الإمام شيخ الإسلام، أوحد الأنام، الفقيه، الحافظ، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة السلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، قراءة عليه بالاسكندرية وأنا أسمع، في المحرم سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة قال:
1 - سألت الشيخ الأوحد أبا الكرم خميس بن علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن سلامويه الحوزي الحافظ، بواسط، سنة خمس مئة، عن أبي القاسم عمر بن علي بن أحمد الميموني؟
فقال: هو من قرية ميمون، وهي على مقدار نصف فرسخ من واسط.
كان غلاما لأبي طالب بن مخلد، جد أبي المفضل، رباه مع ابنه أبي الحسن وسمعه من القاضي أبي الفرج الخيوطي، وأبي عبد الله العلوي، صاحب ابن مبشر، وغيرهما.
مات بعد الخمسين وأربع مئة وكان مكثرا.
Página 42
2 - وسألته عن أبي محمد الغندجاني؟
فقال: سمع بإفادة أبيه، وعمه، عن المخلص ، والكتاني، والصرصري، وابن الصلت، والفرضي، وابن المهدي، وابن بشران، وابن رزقويه، ومن في درجتهم.
نبيل، جليل، صحيح الأصول، صدوق.
فارق بغداد بعيد الثلاثين وأربع مئة، وأقام بواسط متديرا لها، وسمع منه أهلها والناس، إلى أن توفي في أواخر سنة سبع وستين، وجاز الثمانين، وكان بغدادي المولد، ثقة.
Página 43
3 - وسألته عن أبي البركات أحمد بن عثمان بن نفيس؟
فقال: هو ابن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن نفيس بن سعيد المؤدب.
كان يقول: أبي مضري الأصل، من مضر بن نزار.
وجدنا سماعه في الأصول مع أبيه من ابن التباني، وابن خزفة، وغيرهما.
وكان يقول: قد أجاز لي الجاذري، وسمعت منه. غير أنا لم نر سماعه الأصول.
وكان لا بأس به.
مولده سنة اثنتين وأربع مئة، ومات ببغداد بعد الثمانين وأربع مئة. وكان عنده أبو الفضل التميمي، سمع منه لما قدم واسط مجتازا إلى مهذب الدولة أبي الحسن علي بن نصر، أمير البطائح.
Página 45
4 - وسألته عن أبي عبد الله العلوي؟
فقال: هو الحسين بن محمد العلوي، والد أبي محمد عبد الله، المقرئ، الصدر في الجامع بواسط.
كان شاهدا عدلا، وراوية ثقة، عن أبي الحسن بن مبشر، وأبي بكر بن رزق الله الحداد، وأبي بكر الخليل بن أبي رافع الطحان.
حدث عن ابن مبشر، عن: أحمد بن سنان، بمسنده كله.
آخر من حدث عنه بواسط: أبو الحسن بن مخلد، والد أبي المفضل.
Página 46
5 - وسألته عن أبي طالب الصيرفي؟
فقال: هو محمد بن أحمد بن عثمان الصيرفي.
سمع بإفادة أخيه أبي القاسم عبيد الله بن أحمد، الذي يقال له الأزهري.
كان يتهم بالرفض.
خرج عن بغداد في أول ما وردت إليها دعاة الإسماعيلية، وأقام بواسط مستخفيا، فحدث بها إلى أن مات.
وكان صحيح الأصول، جيد السماع، أكثرها بخط أخيه.
Página 47
6 - وسألته عن كاتب ابن قنطر البيع؟
فقال: هو أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد القطان.
توفي سنة أربع وعشرين.
آخر من حدث عنه: شيخنا أبو الحسن بن أبي الصقر العدل الأديب، سمع الحضيني أبا الطيب، والمفيد أبا بكر، وغيرهما.
وكان جيد السماع، مستقيم الطريقة.
Página 47
7 - وسألته عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله، كاتب الوقف بواسط؟
فقال: كان اسمه صدقة فيكره أن يسمى به.
كان معلما في الأصل بالحوز، ثم انتقل عنها مع دخول الأتراك العراق فخدم في الوقف، وقربه إسماعيل القاضي، وأدناه، ثم سمع بعد ذلك قوله ابنه أبو المفضل محمد بن إسماعيل.
وكان عنده عن أبي الحسن العجمي، وأبي الحسن بن سمنان المؤدب، والقاضي أبي الحسين بن الرؤاسي، صاحب ابن الباقلاني الأشعري، وأبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان السمسار، المعروف بشرارة، وغيرهم.
وكان عنده القراءات، عن أبي علي بن علان، ورأينا معه خطه. وكان لا بأس به، رحمه الله.
Página 48
8 - وسألته عن أبي علي بن المعلى؟
فقال: هو محمد بن العلاء بن المعلى، بصري الأصل.
أقام بواسط، وحدث بها عن البصريين إلى أن مات.
وروى عنه: ابن التباني، وغيره.
لا أخبره جيدا.
Página 49
9 - وسألته عن القاضي أبي تمام؟
فقال: هو علي بن محمد بن الحسن بن يزداد العبدي.
وأبوه أبو خازم، قاضي القادر أمير المؤمنين على واسط وأعمالها، كان غاليا في التسنن، فقبض عليه أبو محمد بن سهلان، وزير سلطان الدولة، وبعث به إلى ابن أبي الشوك، فقتله في نواحي الدينور. واستقضي بعد أبيه فلم تستقم طريقته، حتى عزل بالقاضي أبي الطيب بن كماري، وكان أحد شهوده، فبقي معزولا، إلى أن قتل أبو الطيب، قتله اللصوص في داره سنة اثنتين وعشرين، السنة التي مات فيها القادر فرد أبو تمام، فبقي قاضيا إلى شوال سنة أربع وثلاثين، فنقم عليه الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدولة، فقبض عليه، وأخرج من داره الخمور وآلاتها، وقال: هذا كان يخفي هذا المنكر. فقوم قالوا: كان يفعله، وقوم قالوا: لا، بل أدخل إلى داره مع الأجناد وقت دخولهم اليها وخرجوا به طلبا لسوء السمعة، إلا أنه كان قد سمع أبا الحسين بن المظفر، وأبا الفضل الزهري، وبواسط أبا الفرج الخيوطي صاحب الزعفراني، وأبا عبد الله العلوي، وغيرهما ، وأقام ببغداد بعد عزله، وكان رافضيا، يتظاهر به، ويقول بخلق القرآن، ويدعو إليه، إلا أنه كان صحيح السماع، رحل إليه الناس، وسمع منه أهل الآفاق، إلى أن مات في شوال، من سنة تسع وخمسين.
Página 50
10 - وسألته عن أبي الفتح بن المختار؟
فقال: هو محمد بن محمد بن المختار.
كان نحويا فاضلا.
جالس: أبا القاسم بن كردان، وسمع منه.
وجالس أبا الحسين بن دينار، ولم يثبت له عنه رواية، إلا أنه سمع من أبي الحسن عبد السلام بن عبد الملك البزاز، وأبي عبد الله محمد بن أحمد السقطي صاحب أبي بكر النقاش، وغيرهما.
وكان حسن الإيراد جيد المحفوظ، متيقظا في الشهادة.
بلغ تسعين إلا شهورا، ومات سنة أربع وسبعين وأربع مئة.
Página 52
11 - وسألته عن ابن كردان؟
فقال: هو أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان، النحوي صاحب أبي علي الفارسي، وعلي بن عيسى الرماني، قرأ عليهما كتاب سيبويه، والواسطيون يفضلونه على ابن جني، والربعي، صنف كتابا كبيرا في إعراب القرآن.
قال لي شيخنا أبو الفتح: كان يقارب خمسة عشر مجلدا، ثم بدا له فيه، فغسله قبل موته.
مات سنة أربع وعشرين.
وكان متنزها متصونا.
ركب إليه فخر الملك أبو غالب محمد بن علي بن خلف وزير بهاء الدولة، وهو سلطان الوقت، وبذل له فلم يقبل، وكان قد جرت بينه وبين القاضي أبي تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولي، صديق الوزير المغربي، وخليفه السلطان، والحكام على واسط في وقته، وكان معظما مفخما، خصومة، فقال له ابن كردان: إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا حكى ذلك لنا عنه أبو نعيم أحمد بن علي، ابن أخي سكرة المقرئ في الجامع بواسط.
آخر من حدث عنه أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن شانده.
مات سنة أربع وعشرين.
Página 53
12 - وسألته عن ابن شانده؟
فقال: هو أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن عبيد الله بن أحموله الأصبهاني، المعروف بابن شانده.
كان رئيسا محتشما، وثقة صدوقا.
قال لي: ولدت في سنة ست وتسعين وثلاث مئة في السنة التي مات فيها أبو بكر احمد بن عبيد بن بيري.
وكان قد سمع ابن خزفة ما أملاه، وجميع تاريخ ابن أبي خيثمة، كان يقول ذلك.
ووجدنا الأصول بعد وفاته رحمه الله، وكان عنده عن عمه أبي محمد التلعكبري، مصنف الرافضه كتب من علمهم لا يسمعها أحدا، ومددت يدي اليها يوما فاستلبها من يدي وقال هذا لا يصلح لك، وكان يتظاهر بالسنة.
Página 55
13 - وسألته عن ابن بيري؟
فقال: هو أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري.
سمع: البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، والصولي، وابن مبشر الواسطي.
كان ثقة صدوقا، كف بأخرة.
آخر من حدث عنه بواسط: أبو الحسن بن مخلد والد أبي المفضل.
Página 55
14 - وسألته عن أبي الحسن العجمي؟
فقال: هو طرسوسي الأصل.
كان صالحا مسندا ثقة.
عنده عن: أبي بكر بن مهدي، خال أبي عبد الله السقطي، وأبي بكر الشمشاطي الخطيب، كان بواسط، وغيرهما.
وولده أبو بكر الذي يعرف بالهرمزان، كان عنده حديث كثير، وقراءات عوال عن الكتاني، وغيره، وكان صدرا في الجامع بواسط للقراء، مشهورا بالصلاح والحفظ للقرآن.
Página 56
15 - وسألته عن الشمشاطي؟
فقال: هو أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الوهاب، سمع في صدر الثلاث مئة من أبي عبدالله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، وغيره.
وكان ثقة صدوقا.
مات بعد الخمسين والثلاث مئة.
سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن الطيب الشاهد المغازلي، يقول: سمعت أبا غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي يقول: سمعت أبا طاهر الريان بن سليمان الفرضي يقول: سئل أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الشمشاطي، ما بال الناس تفرقوا، فطائفة اشتغلت بالفقه ودقائقه، وأخرى بالحديث وطرقه، وأخرى بالكلام ومعانيه، وأخرى بالأدب ومحاسنه؟ فقال: تلك الطرق إلى الله، فكل طائفة سلكت منها طريقة.
Página 57
16 - وسألته عن أبي غالب النحوي؟
فقال: هو محمد بن أحمد بن سهل، يعرف بابن الخاله.
أصله من نهر سابس، ينسب إلى خاله ابن بشران.
وكان أحد الأعيان.
قدم واسطا، فجالس ابن الجلاب، وابن دينار ، وتخصص بابن كردان، وقرأ عليه كتاب سيبويه ولازم حلقة أبي إسحاق الرفاعي صاحب السيرافي، وكان يقول قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان. وكان مكثرا، حسن المحاضرة، مليح العارضة، إلا أنه لم ينتفع به أحد بواسط، ولم يبرع به أحد في الأدب، وكان جيد الشعر، مع ذلك رأينا في كتبه بعده خطوط أشياخ عدة بكتب كثيرة في الأدب وغيره، إلا أنه كان معتزليا، وشهد عند إسماعيل قاضي واسط في آخر شوطه.
ومات بعد الخمسين منتصف رجب سنة اثنتين وستين.
Página 58
17 - وسألته عن ابن خزفة؟
فقال: هو أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن الحسن بن خزفة الصيدلاني.
سمع أباه، وأبا عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني المعدل.
وروى عنه، عن أبي بكر أحمد بن زهير بن حرب " تاريخه الجامع الكبير ".
وكان مكثرا صدوقا.
أملى بعد الأربع مئة إلى أن مات في سنة تسع وأربع مئة. وكان مداخلا لفخر الملك، ومعه كالنديم، وأبو القاسم اللالكائي يدلس به، فيقول: حدثنا علي بن محمد النديم بواسط. حدثنا عنه جماعة.
Página 60
18 - وسألته عن ابن دينار؟
فقال: هو أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار الكاتب، بصري الأصل، واسطي الأخير.
سمع: أبا بكر بن مقسم، ولقي المتنبي، وسمع منه ديوانه ومدحه بقصيدة، هي عندنا موجودة في ديوانه أولها:
رب القريض إليك الحل والرحل = ضاقت إلى العلم إلا نحوك السبل
تضائل الشعراء اليوم عند فتى = صعاب كل قريض عنده ذلل
وكان شاعرا مجيدا، شارك المتنبي في أكثر ممدوحيه، كسيف الدولة بن حمدان، وابن العميد، وغيرهما، وكان حسن الخط، يقال على طريقة ابن مقلة.
توفي سنة تسع وأربع مئة.
حمل الناس عنه الأدب، وأكثروا بواسط وغيرها.
وكان سهل الخلائق، حميد الطريقة.
سأله الناس بواسط، بعد موت أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله العلوي، أن يجلس لهم صدرا فيقرئهم فامتنع، وقال أنا أتعمم مدورة، وكمي ضيق، وليست هذه حلية أهل القرآن، أظنني سمعت ذلك من أبي الحسن المغازلي الشاهد.
Página 60