82

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Editorial

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Géneros

طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحا﴾، وقال: ﴿يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطمعه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) (١). ولكن الصوفية يرون عكس ذلك فإنهم يرون الكسب من الركون إلى الدنيا، ويبقون متعطلين عالة على الناس لا يعلمون، ويعيشون على عطيات الناس من هبّ منهم ودب، وقد مرّ بيان ذلك مفصلاَ (٢). وليس هذا فحسب، بل ذكروا أن عديدا منهم كانوا يتعاطون الحرام فيشربون الخمر ويأكلون الأفيون والبنج والحشيش، ويتناولون المخدرات والمسكرات فواحدًا منهم ذكرناه في كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " الذي يقولون عنه: أنه كان مستجابا الدعوات، ومحللًا المشكلات، وما دعا شيئا قط إلا وقد أعطي، وكان يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات المسكرات، وصار مزاره مهبط الأنوار ومحطّ البركات مثل ما كان هو في حياته (٣). ومثله الصوفي المشهور عين الدين المتوفي ٨٢٢ هـ " كان يشرب الخمر ليلًا ونهارًا " (٤). ومنهم الشيخ الشرياني القصوري المتوفى ١٠٤٣ هـ " كان قبله الحاجات وكعبة السائلين والطالبين، ولم يكن يقضي لحظة بدون الخمر " (٥). وليس هذا فحسب، بل أجتراء القوم وقالوا: " وحكي عن إبراهيم بن أدهم ﵀ أنه قال: كان بصحبتي رجل كثير الصوم والصلاة فعجبت من ذلك، ثم نظرت في مأكوله من موضع غير طيب، قال: فأمرته

(١) رواه مسلم. (٢) أنظر الباب الأول من هذا الكتاب " التطرف من لوازم التصوف ". (٣) تذكرة أولياء باكستان للدكتور شارب ج ٢ ص ٢٥٩ وما بعد. (٤) أنظر تذكرة أولياء بر صغير للميرزه أختر الدهلوي ج ١ ص ٢٠٣. (٥) أيضًا ج ٢ ص ١٠٣، ١٠٤.

1 / 89