Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Editorial
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Géneros
فأخذ ماء من الحوض ورشّه على أصحابه، وقال: النار التي يعذب بها العصاة من أمة محمد ﷺ مثل هذا الماء في سخونته، ففرح الفقراء بذلك (١).
فليشاهد القراء إلى الاستهزاء والاستخفاف وما أسوأه وأشنعه بالإضافة إلى النيل من شأن حديث رسول الله ﷺ الذي قال فيه:
(ناركم جزء من سبعين جزء من نار جهنم، قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية (٢)، قال: فضلت عليهن بتسعة وستين جزء كلّهن مثل حرّها) (٣).
هذا ويقول الإسكندري:
" من عبده لشيء يرجوه منه أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه فما قام بحق أوصافة " (٤).
ومن أهم ما روي في ذلك ما رواه ابن الملقن في طبقاته عن أبي الحسن بن الموفق المتوفى ٢٦٥ هـ أنه قال:
" اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفًا من نارك فعذّبني بها.
وأن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقًا إليها فأحرمنيها " (٥).
ورووا عن شاب كان قلبه على قلب إبراهيم الخليل كما يقولون، فينقلون عنه أنه كان يقول:
" يا سماء ويا أرض أشهدا عني ما خطر على قلبي ذكر الجنة والنار قط مثل إبراهيم الخليل " (٦).
فأنظر ما أجرأهم على الكذب، قطع النظر عن استحقار الجنة ونعيمها، التي لم يكن
(١) طبقات الشعراني ج ٢ ص ١٠٠. (٢) أي أن هذه النار الدنيوية كافية في العقبى لإحتراق الكفار، فهلا أكتفي بها ولأي شيء زيد في حرّها (الألباني). (٣) متفق عليه. (٤) أنظر غيث المواهب ج ١ ص ٢٣٩. (٥) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ٣٤٢. (٦) المصدر السابق.
1 / 84