Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Editorial
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Géneros
" كنت أطوف حول بيت الله الحرام، فلما أن وصلت إليه رأيت البيت يطوف حولي " (١) وليس هذا فحسب، بل قال الحسن بن علوية:
" ذهب أبو يزيد إلى مكة مع واحد من تلامذته، فلما دخل المدينة جاءت مكة إلى المدينة فطافت حوالي أبي يزيد، فغشي على تلميذه وقع على الأرض. فلما أفاق مسح رأسه وقال: تعجبت؟
فقال: نعم، قال: والله إن جاءت إليّ بسطام لكانت مقصرة في حقي - عياذًا بالله - (٢).
هل هناك استهزاء واستخفاف بالكعبة والطواف حولها أكبر وأشدّ من هذا؟
أليس هذه الهذيانات إهانة ونيلا من شأن ركن من أركان الإسلام الخمسة؟
ومن إهانتهم كذلك للكعبة المشرفة - زادها الله شرفًا وتعظيمًا وتكريمًا رغم أنوف الصوفية - أن أحد الصوفية بالهند الشيخ محمد يعقوب سئل:
ما الفرق بين معبد السيخ (طائفة من كفار الهند) وبين بيت الله الحرام؟
فأجاب بقوله: ليس بينهما أيّ فرق (٣).
وأما الشعراني فقال:
" لا ينبغي للمريد أن يستدبر شيخه أبدًا إلا بإذن، ويكون ذلك مع استشعار المريد الخجل والحياء حتى كأنه يمشي على الجمر، فإن شيخه أعظم حرمة من الكعبة " (٤).
ويجعل شأن زاوية محمد الغمري مثل شأن بيت الله الحرام، فيقول:
" إن جماعة تراهنوا على أنهم يجدون زاوية سيدي محمد الغمري في المحلّة الكبرى ساكتة عن الذكر في ليل أو نهار فلم يجدوها فكانت كالكعبة بالنسبة للطائفين " (٥).
ولم يستخفوا بالكعبة فقط بل الحجر الأسود أيضًا كما ذكر النبهاني عن ابن عربي أن:
" الكعبة كلّمته، وكذلك الحجر الأسود، وأنها طافت به، ثم تلمذت له وطلبت منه
(١) النور من كلمات أبي يظفور للسهلجي ص ١٣٩. (٢) أيضا ص ١٨٥. (٣) تذكرة غوثية للشطاري الماندوني ص ٩٦ ط ... باكستان. (٤) الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ٥٤ دار إحياء التراث العربي بغداد. (٥) أيضًا ج ٢ ص ١٤٠.
1 / 112