دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

Fahd Al-Rumi d. Unknown
54

دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي

Editorial

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Número de edición

الثانية عشرة ١٤٢٤هـ

Año de publicación

٢٠٠٣م

Géneros

على ذلك حديث أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" ١. إنه شفاء: قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢ وقال سبحانه: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ ٣، وقال ﷾: ﴿قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى﴾ ٤. وتدبر وصف الله للقرآن بأنه شفاء ولم يصفه بأنه دواء؛ لأن الشفاء هو ثمرة الدواء والهدف منه، أما الدواء فقد يفيد وقد يضر فكان وصف القرآن بأنه شفاء تأكيد وأي تأكيد لثمرة التداوي به. وقد ضرب رسول الله ﷺ المثل بنفسه بالتداوي بالقرآن، فقد روت عائشة ﵂ قالت: "أن النبي ﷺ كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها"٥. وأقر الصحابة ﵃ على الاستشفاء به، فقد روى أبو سعيد الخدري ﵁ أن ناسًا من أصحاب النبي ﷺ أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقال: هل معكم من دواء أو راق فقالوا: إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بُزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي ﷺ فسألوه فضحك.

١ صحيح مسلم: ج١ ص٥٥٣. ٢ سورة الإسراء: الآية ٨٢. ٣ سورة فصلت: الآية ٤٤. ٤ سورة يونس: الآية ٥٧. ٥ صحيح البخاري ج٧ ص٢٢.

1 / 59