Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
94

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Editorial

دار عمار للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Géneros

لا ينبغي لنبيّ أن تكون له خائنة الأعين " (^١). أمّا قِصَّة انشغاله عن ابن أمّ مكتوم الأعمى بدعوة كبار المشركين إلى الإسلام والإقبال عليهم أملًا في إسلامهم إعزازًا للدِّين، وعتاب الله تعالى له في ذلك بقوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)﴾ [عبس] وصورة العتاب هذه ليس فيها شيء من إثبات المعصية، لأنّ في العتاب دَفْعَ همّة النَّبيِّ ﷺ لزيادة التأمّل والتّبصر واختيار الأهمّ والأولى. والقصّة أخرجها الحاكم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: " أُنزلت (عبس وتولّى) في ابن أمّ مكتوم الأعمى، قالت: أتى النَّبيَّ ﷺ فجعل يقول: أرشدني. وعند رسول الله ﷺ من عظماء المشركين، فجعل رسول الله ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقْبِلُ على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسًا؟ فيقول: لا " (^٢). وفي قصّة عبد الله بن أمّ مكتوم فوائدُ بيِّنة: فالله تعالى يعلِّمنا التّلطُّفَ والتَّرفُّقَ بالأعمى. وسبحان الله! ما قرأ عبد هذه الآيات إلاّ اسْتشْعر هذا المعنى، وما رأى عبدٌ أعمى إلاّ تذكر هذه الآيات، فتحمله على الإحسان إليه. ومن الفوائد أنّ هذه السّورة المؤلّفة من ستَّ عشرة آية ستظلّ تُتْلى ما كرّ الجديدان؛ لتدلَّ على صفتي: الصّدق والتبليغ، فلو كتم النّبيُّ ﷺ شيئًا ممّا أمره الله بتبليغه، لكتم ألوان العتاب هذه!

(^١) الحاكم: " المستدرك " (ج ٣/ ص ٤٥) كتاب المغازي، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه. (^٢) الحاكم " المستدرك " كتاب التفسير (م ٢/ ص ٥١٤) وصححه الحاكم، وقال: أرسله جماعة عن هشام، وقال الذّهبي: وهو الصّواب. أي أنّ الذّهبي رجّح المرسل على الموصول، والمرسل الذّي رجّحه أخرجه مالك في " الموطّأ " (ج ١ / ص ٢٠٣) كتاب القرآن، والترمذي في " الجامع الكبير " (م ٥/ص ٣٥٧/رقم ٣٣٣١) أبواب تفسير القرآن، من نفس الطّريق، وقال: هذا حديث حسن غريب.

1 / 95