Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
85

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Editorial

دار عمار للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Géneros

والآية ونظائرها، مثل قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ... (١٩)﴾ [محمّد]، لها تأويل يعرفه الرّاسخون في العلم، فأَمْرُ الله لنبيّه بطلب المغفرة المراد منه تعليم الأمة ذلك؛ لحضّها على التّوبة، وطلب الاستغفار، والاستكثار منه. ولذلك قال النَّبيُّ ﷺ: " يا أيّها النّاس، توبوا إلى الله فإنّي أتوب في اليوم مائة مرّة " (^١). كما أنّ أَمرَ النَّبيِّ ﷺ الناس بالتَّوبة، موافق لقوله تعالى ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ ... (٣١)﴾ [النّور] وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... (٨)﴾ [التّحريم]. وفي صحيح الإمام مسلم حديث فيه إشارة لسبب استغفار النَّبيّ ﷺ فقد روى عن الأغرّ المُزنيّ - وكان له صحبة - أنّ رسول الله ﷺ قال: " إنّه ليُغَانُ على قلبي، وإنّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرّة " (^٢). وقد بيّن العلماء سبب استغفاره - ﷺ، وخلاصة أقوالهم: أنّه كان يُغَان على قلبه ﷺ بمعنى يغطّى عليه، والمراد ما كان يتغشّى قلبه ﷺ من غفلات الذّكر من غير عمد، وهَمٌّ يعتريه رحمةً بأمّته لما أُطلع عليه من أحوالها بعده، فيستغفر الله افتقارًا إليه، وإعظامًا له، وإظهارًا لشكره. واستغفاره ﷺ موافق لقوله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)﴾ [النّصر] وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٦)﴾ [النساء] فالنَّبيُّ ﷺ مأمور بالتَّوبة، والاستغفار، والتَّسبيح، والدّعاء ...؛ لنقتديَ به، فهذا معنى قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ

(^١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٩/ج ٧/ ص ٢٤) كتاب الذكر والدعاء. (^٢) المرجع السَّابق.

1 / 86