147

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Editorial

دار عمار للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Géneros

فهي تريد الإصلاح والدّعوة إلى الوقوف مع عليّ في وجه الفئة الباغية على عثمان ﵁.
وفي " كتاب الثّقات " ما يشير إلى نيّتها ﵂ فقد ذكر أنّ زيد بن صوحان قدم من عند عائشة معه كتابان من عائشة إلى أبي موسى والي الكوفة، وإذا في كلّ كتاب: "بسم الله الرّحمن الرّحيم - من عائشة أمّ المؤمنين إلى عبد الله بن قيس الأشعري - سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الّذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد: فإنّه قد كان من قتل عثمان ما قد علمتَ، وقد خرجتُ مصلحةً بين النّاس، فمُر مَنْ قبلك بالقرار في منازلهم والرّضا بالعافية حتّى يأتيهم ما يحبّون من صلاح أمر المسلمين، فإنّ قتلة عثمان فارقوا الجماعة وأحلّوا بأنفسهم دار البوار " (^١).
فلم يكن بنيّة عائشة ﵂ ومن معها ملاحقة قتلة عثمان ومحاسبتهم؛ فليس من المعقول أن يغيب عن أذهان هؤلاء الصّحابة الأجلاّء مع سابقتهم وفضلهم أن يقاتلوا قتلة عثمان ﵁ ولهم خليفة ولا يرجعون إليه! فغاية قصدها ﵂ ومن معها الإصلاح بين النّاس، وسيأتي قريبًا في حديث الحوأب الصّحيح ما يقطع بذلك.
فليتّق الله أقوام يُصَوِّرون عائشة ﵂ تقود جيشًا فيه كبار الصّحابة لمقاتلة عليّ والتّحريض عليه؛ فالنَّبيُّ ﷺ لم يأذن للنّساء بقيادة الجيوش! وهذا الكلام يسوقونه لتخطئة عائشة ومن كان معها من الصّحابة، والجرح بمن يصوّر ذلك أولى.
وليتّق الله أقوام يتّهمون عائشة ﵂ أنّه كان في نفسها شيء على عليّ ﵁ لموقفه من حادثة الإفك، ذلك أن عليّا ﵁ لمَّا استشاره النَّبيُّ ﷺ في فراق أهله قال ﵁: " يا رسول الله، لمْ يضيّق اللهُ عليك والنّساء سواها كثير،

(^١) أبو حاتم " كتاب الثّقات " (ج ٢/ص ٢٨٢).

1 / 148