وسأل لينين باستنكار: مولوتوف؟!
وقال ستالين: نعم مولوتوف، لقد كان من أوائل الذين انضموا إلى الحزب، ثم هو من مؤسسي جريدة برافدا ...
وقاطعه لينين: نعم ... نعم ... أعرف كل هذا، ولكن يخيل إلي أن مولوتوف يصلح بهيئته أن يكون موظف أرشيف!
ولقد أصبح موظف الأرشيف في رأي لينين ... وزيرا لخارجية روسيا سنة 1939.
وقد كان مولوتوف هو الذي وقع مع ألمانيا ميثاق عدم الاعتداء في أغسطس سنة 1939، وكان هو الذي سافر إلى ألمانيا سنة 1941 ليحسن العلاقات، وكانت النتيجة وقد رواها الماريشال جورنج على لسانه: بعد أن انتهت زيارة مولوتوف ومقابلته لهتلر، التفت إلى الفوهرر - أي: هتلر - وقال: «يظهر أننا يجب أن نسرع بغزو روسيا»!
وقد تولى مولوتوف خلال الحرب الأخيرة - علاوة على عمله كوزير للخارجية - مهمة الإشراف على برنامج إنتاج الدبابات.
ولقد شوهد مولوتوف مرة واحدة يضحك من أعماقه، وقد روى الجنرال «ولتر بيدل سميث» سفير الولايات المتحدة السابق في موسكو قصة هذه المرة، فذكر أنه حدث أثناء اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع الكبرى في موسكو أن أقيمت حفلة عشاء تكريما لهم في السفارة الأمريكية، وفي ركن من الصالون بعد العشاء جلس مولوتوف وبيفن يتبادلان النكت الساخرة ...
وفجأة سمع السفير الجنرال بيدل سميث صوت قهقهة عالية غريبة، فالتفت وإذا مصدرها مولوتوف، وأسرع السفير يتقصى السبب، وظهر أن بيفن روى نكتة عن لينين ورفض المترجم «الرفيق تريانوفسكي» الذي كان ينقل الأحاديث بين الوزيرين أن يترجمها إلى الروسية، وقال للمستر بيفن بالإنجليزية وصوته ينتفض غضبا: سيدي ... نحن هنا في روسيا لا نروي نكتا عن لينين!
وأحرج بيفن وتلعثم ... وأحس مولوتوف أن هناك شيئا فطلب من المترجم أن يروي القصة، ولما سمعها كانت هذه القهقهة المرتفعة ... الوحيدة التي سمعها العالم علنا من مولوتوف.
وكان الرجل الثالث في الكرملين هو الرفيق «جيورجي ماكسيجليانوفيتش مالنكوف».
Página desconocida