وقد روت مدام شيروتي في كتابها الذي أصدرته في باريس بعنوان «لقد عرفتهم » قصة هذه المقابلة فقالت:
لقد كنت أتحرق شوقا لكي أرى ستالين، ولقد كان كل الناس يتحدثون عنه، وموسكو كلها تعلق صوره، وتمنيت وقد قضيت أربع سنوات في موسكو لو تتاح لي الفرصة قبل أن أغادرها لكي أرى ستالين ... وذات يوم كنت أنا وزوجي نتنزه في إحدى الغابات القريبة من موسكو، وفجأة إذا بسائق سيارتنا يقف ويقول وهو يرتجف: إن ستالين وراءنا!
وكنت في دهشة من أمر السائق؛ فقد بلغ من ارتباكه أن احتقن وجهه، ولم أستطع أن أنظر إلى الوراء فاكتفيت بالتطلع إلى المرآة العاكسة، وبعد قليل كانت سيارة ستالين السوداء الكبيرة قد لحقت بنا، وخيل لي أنها خففت سرعتها وهي تسير بحذائنا، والتفت وإذا وجه ستالين المعروف ينحني لينظر من نافذة السيارة نحو سيارتنا ...
وبدا لي ستالين تماما كما يبدو في الصور.
وهكذا ... ببساطة رأيت ستالين مرة واحدة خلال أربع سنوات في الاتحاد السوفييتي.
وكتب كارنيجي عن ستالين في حياته الخاصة يقول:
ويقطن ستالين - بصفته الحاكم الأعلى لروسيا - بقرب القصر الإمبراطوري الذي عاش فيه القياصرة تسعة وستين عاما.
وقد كان في وسعه لو أراد أن يقيم في حجرات ضخمة تزينها اللوحات الزيتية الخالدة والسجاد الثمين، وينام في الفراش الذي نام فيه القياصرة، لكن جوزيف ستالين اختار لسكنه شقة صغيرة من أربع غرف كان يقطنها يوما أحد خدم القيصر!
أما طعامه فيأتيه من مطبخ قصر «الكريملين»، ويقدمه إليه على المائدة جندي، وهو نفس الطعام الذي يقدمه للمئات من موظفي القصر الحكومي! ... وستالين يمقت الظهور، ويرتبك في حضرة الغرباء، وقد قضى بعض سفراء الدول العظمى أعواما طويلة في موسكو بغير أن يقع بصرهم عليه مرة!
لكنه مولع بالتأنق في ملبسه، وله ذوق خاص في اختيار نسيج ستراته وألوانها، وقد قابله المبعوث الأمريكي المرحوم ويندل ويلكي أربع أو خمس مرات، فلم يره بنفس الثياب أكثر من مرة! ... وفي إحدى المرات كانت سترته زرقاء فاتحة ، وبنطلونه قرنفلي اللون، وحذاءاه أسودين لامعين ...
Página desconocida