وشرعت مدام كروبسكايا بلباقة عظيمة في مساعدة تروتسكي في كثير من الظروف، وعلى إثر وفاة زوجها فورا كتبت إلى تروتسكي خطابا تقول فيه:
أكتب إليك لأخطرك أن فلاديمير إيليتش «لينين» قبل وفاته بشهر كان يقلب كتابك، فتوقف عند فقرة ناقشت فيها مميزات ماركس ولينين، وطلب مني أن أقرأ له تلك الفقرة، ثم عاد فقرأها بنفسه مرة أخرى.
وأود أن أقول لك ما يلي، وهو: إن العواطف التي كان يشعر بها من نحوك عندما حضرت لزيارتنا في لندن بعد العودة من سيبيريا (1902) لم يطرأ عليها أي تغيير.
وإنني لأتمنى لك يا ليو دافيدوفيتش صحة حسنة وشجاعة، وأقبلك.
ن. كروبسكايا
وأخذت أرملة لينين تلح - عبثا - في ضرورة قراءة وصية لينين علنا على مسامع الجماهير، إلا أن ستالين بوصفه السكرتير العام للحزب تمكن من الحصول على الموافقة بألا تقرأ الوصية إلا في جلسة سرية للجنة، هذا على الرغم من أن اجتماع الحزب كان قد التأم في ذلك الوقت.
وبعد وفاة لينين بأربعة أشهر اجتمع تسعة عشر رجلا في الكرملين، وأخذ ستالين يقرأ عليهم تلك الوثيقة.
ولم ينطق أحدهم بكلمة واحدة، وجاء في الوصية العبارة الآتية:
إن ماضي تروتسكي الذي لا يتصل بالبلشفية ليس حدثا.
وهنا سأل تروتسكي: ما هذا؟
Página desconocida