ولكن هذه اللجان والهيئات تؤدي أحيانا الخدمات للأشخاص، فقد تمكن ستالين وهو يقوم بوظيفة «قوميسير الشعب» من فرض رقابته على جميع مقاطعات روسيا، كما تمكن بواسطة ال «تشيكا» التي كان على رأسها صديقه دزيرجينسكي من السيطرة على الروح المعنوية لكل شخص كان يريد إهلاكه أو الإبقاء عليه ...
كان هذا هو مصدر قوته ومبعثها، وكان تروتسكي أول من تبين ذلك في عام 1925.
أما فيما يتعلق بمعاهدة برست ليتوفسك،
5
فإن ستالين كان من مؤيدي الصلح المنفصل، ولما اجتمعت اللجنة المركزية في «المسرح الكبير» بموسكو لمناقشة الموضوع ضرب ستالين حصارا على المسرح كله بواسطة الجنود الحمر، وصعد إلى منصة الخطابة ثم أعلن أن ال «تشيكا» تعرف الخونة، وأنها ستنزل بهم العقاب. وتحت ضغط هذه الظروف أعلن ثلثا المجلس تأييدهم للصلح، وبعد شهر واحد تمت الموافقة على المعاهدة.
وتلت ذلك مرحلة الحرب الأهلية، وفيها تركت قيادة الجيش الأحمر لتروتسكي، وكان رأي تروتسكي فيما يتعلق بالأسرة الحاكمة الإمبراطورية متفقا مع رأي لينين في ترك هذه الأسرة تحت حراسة بحارة وعمال بترغراد، ولكن ستالين كان يؤمن بأنه لا يجب أن يترك أي بصيص من الأمل للبيض في إنقاذ هذه الأسرة في يوم من الأيام.
وقام بدور غامض في مسألة «إيكاتريننبرج». •••
وعين بعد ذلك قوميسيرا للتفتيش، فتعدى اختصاصاته وأخذ يصدر أوامر القتال، وأخذ تروتسكي يشكوه إلى لينين الذي أمر باستدعائه إلى موسكو، ولا شك أنه أحس بشيء من الكمد والحقد عندما أعيد إلى دائرة الأعمال الإدارية.
ولما قامت الحرب بين بولندا وجيش فرانجيل ظهر ستالين في جبهة القتال، ولكنه لم يقم بأي دور استحق أن يسجله له الكتاب البلشفيك أنفسهم.
ويقول المؤرخ المحايد ويلتر: «إن ستالين عين في عام 1922 سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي، فاستقال من جميع الوظائف الرسمية الأخرى حتى يتفرغ لأداء هذه الوظيفة. ويبدو أن المنصب الجديد كان يتفق مع الأهداف التي يسعى إليها، وكان في وسعه أن يطبق صفاته الريفية في الميدان الجديد فيتعهد المشروعات على مهل، ويقضي السنوات الطوال عاملا في سبيل تحقيقها، ويزيل العقبات من طريقه بدلا من مواجهتها، ويعمد إلى الخيانة والغدر عندما يعجز عن العثور على وسيلة أخرى للتصرف.» (11) وصية لينين
Página desconocida