Sources of Pre-Islamic Poetry
مصادر الشعر الجاهلي
Editorial
دار المعارف بمصر
Número de edición
الطبعة السابعة ١٩٨٨
Géneros
وذهب المفسرون والمؤرخون إلى أن هذه الآية نزلت في بعض من كان يقول ذلك، مثل: النضر بن الحارث، الذي "كان إذا جلس رسول الله ﷺ مجلسًا فدعا فيه إلى الله تعالى، وتلا فيه القرآن، وحذر فيه قريشًا ما أصاب الأمم الحالية خلفه في مجلسه إذا قام، فحدثهم عن رستم السنديد، وعن اسفنديار، وملوك فارس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثًا مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين، اكتتبها كما اكتتبتها"١.
فقد كان إذن في الجاهلية معلمون يعلمون القراءة والكتابة وضروبًا من العلم، منها: أخبار الأولين وقصص التاريخ؛ وقامت في البيئات الجاهلية المتحضرة مثل: مكة والمدينة والطائف والحيرة والأنبار وغيرها مدارس يتعلم فيها الصبيان الكتابة العربية.
-٣-
ولشيوع الكتابة في الجاهلية أمثلة أخر كثيرة، لعل من أنصعها بيانًا ما أورده الجهشياري٢، وابن عبد ربه٣، والمسعودي٤، من ذكر أسماء الذين كتبوا لرسول الله ﷺ؛ فقد جعلوهم مراتب، وقدروهم منازل: فكُتَّاب يكتبون بين يديه ﷺ فيما يعرض من أموره وحوائجه، وآخرون يكتبون بين الناس المداينات وسائر العقود والمعاملات، وآخرون يكتبون أموال الصدقات، وكاتب يكتب خرص الحجاز٥، وآخر يكتب مغانم رسول
١ ابن هشام، السيرة١: ٣٨٣-٣٨٤. ٢ كتاب الوزراء والكتاب: ١٢-١٤. ٣ العقد ٤: ٢٤٦. ٤ التنبيه والإشراف: ٢٤٥-٢٤٦. ٥ الخرص "بفتح الخاء": حزر ما على النخل من الرطب تمرًا "أي تقديره"؛ وكم خرص أرضكم "بكسر الخاء"، أي: ما خواص فيها. فالمصدر بالفتح، والاسم بالكسر.
1 / 52