Siyasat Nama o la Política de los Reyes
سياست نامه أو سير الملوك
Investigador
يوسف حسين بكار
Editorial
دار الثقافة - قطر
Número de edición
الثانية، 1407
Géneros
ولايتى وقطع الطرق فيها وإلا فليست كرمان أبعد من سومنات سأدفع بالجيوش إليها وأبتليها بالحرب والدمار
لما أوصل الرسول الرسالة خاف أبو علي الياس كثيرا وأكرم وفادته حالا وحمله بشتى أنواع الجواهر واللالىء البحرية النادرة وبدر الذهب والفضة هدايا إلى السلطان محمود وكتب إليه يقول إنني مولاك ومطيع أوامرك ألا يعلم مولاي جيدا حال مولاه وولاية كرمان وإلا فإنني لا أرضى بالفساد أبدا إن أهل كرمان كلهم سنيون وأهل خير وصلاح أما سلسلة جبال كوج وبلوج فاقتطعت عن كرمان وهي ذات جبال ومعابر حصينة وطرقات وعرة إنني عاجز عنهم فأغلبهم لصوص ومفسدون وقطاع طرق وهم يهددون أمن طريق تمتد إلى مائتي فرسخ بالنهب والسرقة إنهم خلق كثير لا حول لي عليهم ولا قوة ان السلطان لأقدر مني وفي استطاعته اليوم التصدي لهم في شتى أنحاء الأرض وانني لأضع نفسي رهن إشارته
لما وصلت إلى محمود رسالة أبي علي وهداياه تبين له صدق كل ما يقول فأعاد رسوله إليه بخلعة خاصة وقال له قل لأبي علي عليك أن تجمع جيش كرمان وتطوف به في الولاية كلها وفي شهر كذا تقدم سرا إلى حدود كرمان في الجانب الذي فيه كوج وبلوج وأنزل هناك وحين يصل إليك رسولنا بإشارة كذا تحرك فورا وأحمل على ولاية كوج وبلوج واقتل من تجده من فتيانهم ولا تؤمنهم أبدا وأسلب من شيوخهم ونسائهم أموالا وأرسلها إلي حتى أوزعها على من يدعون هنا أنهم سلبوهم أموالهم ثم اعقد معهم عهدا وميثاقا محكما وعد بعد ذلك
وبعد أن سير السلطان رسول أبي علي أمر مناديا ينادي على التجار المتوجهين إلى تيز عن طريق كرمان أن يهيئوا أنفسهم ويعدوا احمالهم فإنني مرسل معهم حامية تحميهم ولكم علي عهد ان أعوضكم عن بضائعكم من الخزانة إذا ما استولى عليها لصوص كوج وبلوج
فما إن شاع هذا الخبر في الناس حتى توارد عدد كبير من التجار على الري من الأطراف فسيرهم السلطان محمود في وقت معين يرافقهم أمير على رأس حامية قوامها مائة وخمسون فارسا وقال لهم تثبيتا لعزائمهم لتهدأوا بالا فإنني مرسل في أثركم جيشا وعلى حين كان يسير الحامية استدعى إليه أميرها سرا وأعطاه زجاجة سم قاتل وقال له عندما تصل إلى أصفهان توقف بها إلى أن يعد تجارها أنفسهم وينضموا
Página 103