Epopeyas y leyendas populares árabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Géneros
وفي موقع آخر تورد لنا السيرة، كيف هاجر حام إلى أفريقيا مؤرخة بالطبع لأسطورة أرض ميعاده، وزواجه ومصاهرته من ابنة أحد ملوكها حين تزوج قمر شاهق، ومن ذريتهما انحدر العنصر الحامي الأسود الذي لحقته لعنة الأب السلف الطريد حام بن نوح الأسود.
وفي عديد من النصوص والمأثورات تفسر لنا أساطير ما قبل العلم هذه، السبب في أن جلد الحاميين أسود مبلورة وملخصة ذلك التفسير الأسطوري في المأثور الشائع عن كيف أن الكذب يسود الوجوه.
وهو المأثور الشفهي المتواتر الذي قد يرجع مولده لما قبل ستة آلاف عام على أقل تقدير، والذي يرد في ثنايا مأثورات الأدب العربي الكلاسي منتسبا إلى حام بن اللعنة الطريد، الذي - خلال الطوفان - عصا أباه نوحا خلال حجهم للبيت بمكة، وجامع امرأته عقب مجيء الطوفان داخل فلك نوح، فكان أن لعن نوح حاما: «اللهم سود وجهه ووجه من عصا ووطئ امرأته.»
وعندما
9
ولدت امرأة حام غلاما، جاء أسود اللون، وسموه كوشا، وولد لكوش الحبشة بن كوش.
أما الشقيق الثاني لكوش - الذي لحقته بدوره لعنة أبيه أيضا، وهو ماريع بن حام - فولد ثلاثة أولاد أو أجناس هم، كنعان بن ماريع، وبرير بن ماريع، والنوبة بن ماريع.
فعلى هذا النحو يجيء التفسير الأسطوري للعبودية والتسيد، متسقا بالطبع مع البنية الجنسية
Racism - الشوفينية - لصراع الساميين العرب والحاميين السود الأفارقة، وما يمكن أن ينتظم تحت هذا المنطلق بالضرورة من منطلقات عبيدية أو عبودية، للدور العربي السابق للإسلام في أفريقيا، وهو ما توليه هذه السيرة عنايتها القصوى.
بل وبحسب ذكر أبرز الرواة العرب عبيد بن شريه الجرهمي؛ فإن قارة أفريقيا ذاتها، تنتسب تسميتها إلى واحد من تباعنة اليمن والجنوب العربي، أسلاف ملكنا سيف بن يزن.
Página desconocida