Epopeyas y leyendas populares árabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Géneros
ولقد احتفت المدرسة الأسطورية بريادة آندرولانغ بإرجاع ذلك القصص الشعائري الغنائي إلى عصور موغلة في القدم.
ولا شك في أن بعض نماذج هذا القصص الشعري الملحمي، عمر عمر الشعائر والممارسات الوثنية الطوطمية الموغلة في القدم، طالما أنه مرتبط بتقويمات ومناسبات دنيوية، يراد لها الحفظ والانتشار، ولو من جانب المؤسسات الدينية التي عادة ما تتحرك في خدمة المسار السلطوي، ولو للعائلات المنسبة أو التي تضفي صفات وهالات القدسية والتقديس على أنسابها؛ بما يحفظ لها استمرارها وتوصلها السلطوي.
فالبالادا قصة شعرية فولكلورية، تروي أحداثا ملحمية يراد لها الحفظ والاتصال، عادة ما تكون على درجة عالية من الأهمية والخطورة، وعلى المستويات البنيوية من سياسية وشعائرية واجتماعية وتقويمية، تنتهي بكاملها عند هدف أخير، هو حفظ البنية الطبقية، دون أي اعتبار لما طرأ على مجتمع أو مجتمعات هذه السير والبالاد الملحمية من تغيرات في علاقات إنتاجية، والشروط والمتطلبات التي تعيش فيها الناس - وعن طريقها وعبرها - يتحدد وعيها.
إن تطور الأفكار والمعتقدات يجيء مسايرا لتطور التاريخ (خاصة تلك التي يكون موضوعها الشعائر والمنتجات الروحية).
فمثل هذه الموروثات الروحية المدعمة بسلطة العادة والتوارث، وكذا التفسيرات المغلوطة لكلا التراث والتاريخ مجللة أو محمية، بما أسماه آرثر تيلور بالأنيزم، من روحانيات يضفيها الإنسان على كل شيء، وبخاصة الطبيعة الموحشة الغامضة من حوله.
وعلى هذا فالبالادا في أحسن حالاتها قصة «أنساب» أو عائلة أو قبيلة، مع الأخذ في الاعتبار أن العصب أو الجسد الفولكلوري العربي بعامة؛ قبائلي.
بالإضافة إلى أنها - كما ذكرنا - قصة أو أغنية شعرية، عادة ما كانت تؤدى بمصاحبة الموسيقى والرقص.
وهنا نكون قد استكملنا التعريف بالسيرة والملحمة، والبالادا، والفوارق الهامشية بينهما، قبل التعرض لموضوعات هذا الكتاب الذي يقع في قسمين، يختص الأول بالمداخل أو الأنساق أو الأبنية، التي هي في موقع القاسم المشترك الأهم لمحصلة تركتنا من السير والملاحم والبالادا العربية على المستوى القومي؛ من ذلك: القسمات والعناصر المشتركة في الفولكلور العربي التي تساعدها وتدفع بها مثل هذه الأعمال الكبرى - من سير وملاحم وقصص شعرية إنشادية - على الوضوح والتبدي، وأبرز هذه المداخل والأنساق، قضية الأمن وافتقاده من فولكلورنا العربي؛ نظرا للترابط التراثي التاريخي من المنطلق القومي، وحيث تنشط مثل هذه السير والملاحم أكثر فأكثر في مواجهة الأخطار والاعتداءات الخارجية، من غزو، وفرض سيطرة، وحروب قارية وهجرات جماعية.
ومنها أبرز ظواهر وملامح سيرنا وملاحمنا العربية، التي قد تجتذب الباحثين والأثنوجرافيين، مثل البحث في الخلفيات التاريخية التي عادة ما ترتكز الأحداث الجوهرية لسيرنا عليها؛ من ذلك مخاطرة الملك سيف بن ذي يزن وبحثه عن كتاب النيل، أو الخلفية التاريخية لهجرات وحروب قبائل التحالف الهلالي مرورا بالمغرب وتونس، حتى أبواب الأندلس.
وكذا الحروب الإسلامية ضد الروم البيزنطيين ومحاصرة العرب للقسطنطينية، وظاهرة استفاضة سيرة الأميرة ذات الهمة في الخوض في الحروب الطويلة التي عرفت بحرب الأيقونات، ومنها كنوز كنيسة أيا صوفيا.
Página desconocida