Epopeyas y leyendas populares árabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Géneros
فجز الحرث ناصية
32
المهلهل وأطلقه، وقصد الحرث امرأ القيس فشد عليه وقتله.
وعلى هذا النحو من الخسة، يتبدى المهلهل في أدبنا العربي الرسمي، كشخصية ميكيافيلية داهية، كثيرا ما يقع في الأسر والمهانة، وما الحرب سوى جزء من جلده الأقرع، بل تفسر النصوص والمأثورات العربية الفصحى «الوسطوية» تسمية المهلهل بأنه كان أول من «هلهل» الشعر العربي، وهو أبعد ما يكون عن شعره التراجيدي الرصين، الذي حرصنا على إيراد معظم نماذجه في هذه الدراسة عنه وعن سيرته.
وهو بالطبع ما يتعارض بالكامل مع اختفاء النصوص الشعبية الفولكلورية بشخصية الزير سالم، كبطل شعبي خارق، مكتمل الفضائل بل هو أبدع «أنموذج» للفارس المقاتل المتسق مع ما يهفو إليه ويتمثله بسطاء الناس، من مهانين ومضطهدين وواجفين.
ودون عزلة عما أسدته هذه الاتجاهات النظرية لحقول البحث الفولكلوري الأثنوجرافي، ودون عزلة أيضا عن جدلية الربط بين الماضي العربي الطموطمي الأقل ذاك، والذي تبدى كل التبدي، طافحا على الحاضر العربي الماثل، وعلى اعتبار أن الماضي يفسر الحاضر الذي ما هو سوى صورة متطورة منه «كما يشير آرثر تيلور».
فلعل ما يعوزني رصده وتسجيله هو في المحل الأول توصلي المضني إلى التعارض الكبير بين النصوص الفولكلورية للزير سالم، ونظيرتها من مأثورات الأدب العربي على طول تاريخه المغلوط بما يشير إلى أننا بإزاء اكتشاف أكثر من سيرة أو ملحمة للزير سالم أبو ليلى المهلهل، إحداها عربية أدبية كلاسيكية، والثانية شعبية فولكلورية.
ومما يعمق هذا الانقسام والتعارض، بالنسبة لشخصية المهلهل أو الزير سالم - خاصة - والمتبدي واضحا في النصوص الأم
Version
العربي الفصيح، والعامي الفولكلوري، هو أولا - وقبل كل شيء - يجيء من اختلاف موطن وجغرافية هذه السيرة الملحمة الزير سالم؛ أي مجرى الأحداث ومسرحها، حيث تجري في النصوص العربية الكلاسيكية، في مكة وما حولها، وبشكل محدود - متقوقع - بدوي قبائلي هزيل.
Página desconocida