Epopeyas y leyendas populares árabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Géneros
وتضاف لهذه الأحزان - التي أفضت إلى الوساوس فالجنون: الموت، القتل، في ساحات الحروب الطاحنة، الذي حل بأبنائه وأحفاده، عبر زيجاته الخارجية السياسية للبلاد المفتوحة.
لذا يتبدى ذلك المحارب العربي حمزة، الذي لا تخبرنا السيرة عن مماته، بقدر ما هي تمادت في تصوير اهتزازه المقارب للجنون، سواء بالنسبة للأحداث والعلاقات من سياسية لإنسانية، والتي كثيرا ما كان ينهره عليها صديق طفولته وحارسه، الذي أصبح الوزير الأول في الهيكل الصبابى لدولته، عمر العيار، بل إن العيار كثيرا ما تخلى عنه وتركه عبر رحلات في ربوع البلدان الأسيوية المفتوحة لسنوات.
تضاعف جنون حمزة عقب إصابته في رأسه إبان منازلاته الحربية، حتى وصل به إلى حد تعشقه في غلام كان يجنح به إليه حصانه المسمى باليقظان ليداوي جروحه.
ثم يعود الراوي لينسج فابيولا حول ذلك الغلام الوسيم الملثم، وأنه هو بذاته زوجته مهردكان التي لم تمت - كما سبق أن أخبرته بهذا تلك الكائنة الخرافية «اسما بري».
إلى أن تنتهي هذه السيرة، بانتقام العنقاء من حمزة ومطاردتها له، لحين تمكن حمزة من أسر الوزير الشرير المتآمر على الدوام ضد العرب بختيار أو بختك وملك الخوند المتحالف مع الفرس، وصلبهما، ثم نصب كسرى الوريث على عرش الأكاسرة، ثم اصطحب الوزير الصديق بزرجمهر بكل التكريم، وبجنوده وعتاده وعاد إلى مكة. (4) الزير سالم الملحمة العربية الكبرى
تعد سيرة الأنساب العربية الملحمية، الزير سالم أبو ليلى المهلهل التي تؤرخ لحرب البسوس الشهيرة أو حرب الأربعين عاما؛ في موقع الإلياذة العربية بحق إن لم تفقها من حيث كلا العراقة والمواقف الأكثر صعوبة وتراجيدية.
ونطرح عبر هذه الإلمامة عن الزير سالم، عدة تساؤلات وقضايا، في محاولة لتجاوز الكثير من الدراسات أو الاجتهادات الأدبية التي تعاقبت عليها، دون فهم كاف أو إضافة ملحوظة.
من هذه القضايا: كيف أننا بإزاء سيرتين شبه مختلفتين، إحداهما فصحى - أو عربية كلاسيكية - والأخرى شعبية فولكلورية، تجيء بها الطبعات المتعددة واسعة الانتشار متواترة، ربما منذ دخول الطباعة والمطبعة بلادنا عقب الاستعمار الفرنسي؟
فالملفت أنه حتى أيامنا لم نتمكن بعد من حصر جسد هذه السيرة، ونصوصها المتعددة - من فصحى لعامية، وما داخلها من سير أسبق وأخرى لاحقة أو تالية، وكذا كل ما يتصل بشخصياتها، التبع حسان اليماني، الذي غزا سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بألف سفينة حربية ومائة ألف مقاتل، إلى أن اغتاله بمؤامرة كليب بن ربيعة، الذي اغتاله بدوره جساس بن مره. فكانت حرب البسوس الشهيرة، التي قادها البطل الفلسطيني المنشأ بوادي بئر سبع الفلسطينية، الزير سالم أبو ليلى المهلهل، والذي ستشغل حروبه المعروفة بحرب البسوس التي امتدت أربعين سنة؛ الجسد الأعظم لهذه السيرة الملحمية الأسطورية الطوطمية.
والغريب أن الزير سالم يتبدى في النصوص والطبعات الشعبية كتجسيد للبطل الشعبي المقاتل الخارق، متحليا بكل فضائل وقيم البطل الشعبي، الذي يرفض أن يطعن من الظهر أو يتآمر، أو يغتصب أو يتسلط، حتى ولو كان الأمر متصلا بتصرف أو موقف أخلاقي إزاء حيوان، أسد جائع صادفه في بير سبع، أو إنسان ذليل، بعث به عدوه ومغتاله أخيه كليب؛ ليرقد في قبره، حتى إذا ما جاءه المهلهل، ليستشير جثمان أخيه، يتصنع صوت أخيه الملك كليب، ويطالبه بالاكتفاء ووقف القتال، وعندما يكتشف المهلهل خدعته، ويصارحه الرجل الواجف، بالخدعة وبحاجته لأكل العيش يضحك ويعفو عنه، ويعطيه حصانا ومائة دينار - مطمئنا.
Página desconocida