299

al-Siyar

السير

Editorial

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Géneros

ودينا ولا ولد له معها وكلموه المشايخ أن يتزوج أخرى قال لا أتزوج إلا أمرأة صالحة ورعة وأمر زوجته يوما تجعل له الماء في انيته للوضوء فلما أخذت في الصب حاذرت ما يطير عليها من جرة الشيخ فأهتم بالتزويج عليها من هناك فالتمسوا له امرأة تصلح له فلم يجدوا الا ابنة العجوز جدة الشيوخ تبركانت السدراتية وقد تقدم الكلام على بعض أمورها فخطبوها وجلبوها فلما قربت من المنزل أتى أبو يوسف من أهل تنفخست زوجته الأولى فوافق سماعها الخبر ذلك الوقت وقد أخذت الماء للوضوء وأخذتها الرعدة جزعا من الضارة حتى تحرك الماء في الجرة من شدة الاضطراب فقال لها صبرك الله وهداك وأعطاك ما يقوم به الإسلام وهو شعر بالبربرية فأجاب الله دعاء الشيخ وزال عنها ما بها ولم يبق بها شيء فأنزلت ضارتها مع من أنزلها فولدت للشيخ أبو زكريا يحيى مات على أربع وعشرين سنة همه آخرته وقد جمع جميع خصال الخير.

وفي السير قال لا أبالي بالموت متى نزل بي لقوة استعداده له وقال ما علمت إني قارفت إثما قط الا مرة وجدت دابة في الظل فأخرجتها إلى الشمس فقعدت في موضعها وكان كثير الوضوء للصلاة حتى أتلف عضوا من أعضائه بالبرد فشددوا عليه بان النار أولى بذلك العضو لأنه أهلكه بالجور عليه بالماء البارد فبلغ فيه ذلك فتحير فقال له الشيخ وافي بن عمار العضو الذي أهلك في طاعة ربه الجنة أولى به وكان يقول ماذا وجدت في عمي وافي

Página 302