فالمال بينهم اسداس واستمسك زوج عمه في نفقة ابنة عمه معها إلى أبي منصور إلياس فقال أبو معروف اردد إلى ابنة عمي وهى كبيرة فقال أبو منصور لان فعلت لانكلن بك فساق ويغو واتى أبا معروف يتيم فشكاه بان سيف ابيه في يد الطواف اعطاه له زوج اختى فارسل الشيخ أبو معروف إلى الطواف فقال ساوم بنصيب الاخت من السيف ففعل فلم يجد من يشتريه وقيل اشترى جنانا وباعه ولم يره وعيب عليه ذلك.
واهدى امير القيروان سيفا لأهل الجبل ومراده اختلاف رايهم فاختلفوا فبعضهم امر برده وهو اولى بريبته وبعضهم قال ذلك عون له على باطله وقال بعضهم اكسروه وادفنوه وقال بعضهم امسكوه فان عطايا الملوك جائزة.
وعن هؤلاء أبو معروف فاصيب ببصره قال ابن ماطوس الحمد لله الذي جعله له في دنياه ولم يجعله له في آخرته وبعث إلى الشيخ عبد الحميد الفزاني أن يرسل اليه دواءا لعينيه قال عجبا لهذا الشيخ اعطاه الله شفاء الذنوب فاراد ما يزيله قال أبو معروف حين بلغه قوله جعلنى كالصبى ارضع لابهامى فمراد الفزانى اجر المصيبة ومما تكتسب العين من الإثم ومراد أبي معروف ما يكسب من الخير بالبصر.
وكان يتجر فاذا وزن غيره زاد له خروبة واذا اخذ نقص خروبة فاوصى بعشرين دينارا لحوطة الميزان ودخلت المشايخ على امه لتوصي فقالت ما اكثر الوصية قالوا في الكفارة فاوصت بثلثمائة كفارة فانفذها أبو معروف عنها ورمى ؤجل طائرا فوقعت برجل قتلته فاختصما لابي معروف فاخذ القاتل منهم فقال اولياؤه لم يتعمد فقال اصبروا والا دفعته ليقتل وانتم
Página 264