فطلبتها أم يحيى تكون عندها لما اراد الله بها من الخير فتعلمت عندها فقدم اخوها فخرجت اليه وسلمت عليه فقالت لها أم يحيى اذا جاء اخوانك المنافقون تعانقيهم واذا جاء اخوانك المؤمنون دخلت الخزانة فتابت إلى الله وقدم أبو محمد التغرميني زائرا أم يحيى يوما فاخبرته بشأنها ورغبته فيها فخرجت لتستسقي من الجب فاخذ اناءه وتبعها لتملأ له اناءه فطلبها فملت له فرجع ولم يرض فاخبر العجوز فقالت لعلك صادفت غيرها والامر كذلك فخرجت مرة فصادفها أبو محمد فطلب الماء فلم تعطه حتى ملت جرتها قبل ثم ملأت جرة العجوز ثم اعطته الماء ثالثا فاستحسن حيث عملت بالعلم لاجل الصلاة فسألها هل لله مزرعة يا جارية قالت نعم وهل له من يحرثها قالت نعم قال وهل له من يحصد ما نبت فيها وهل له مخازن قالت نعم قالت المزرعة الدنيا والحراثون الناس والحصاد الموت والمخازن الجنة والنار فخطبها إلى عمها فاجتمع راى أهل المنزل أن لا تخرج من منزلهم ورجع الشيخ إلى الدعاء والرغبة إلى الله فاجاب الله دعاءه والجارية قالت لا اتزوج غيره فتزوجها لانها قالت لا اتزوج الا من احب عمى وعمها قال لا ازوجها الا من ارادت فارادته وقال لها أبو محمد يوما فانى سمعت من نظر إلى الفجر فله من الاجر كمن رمى بخمسين نبلة يوم بدر فقالت أنت راعية ثم قالت له سمعت كمن رمى بسبعين قال الزيادة من عندك ابدا زادك الله من اعمال البر وما نزلا عن فراشهما قط الا وتماللا لئلا يبقى على احدهما من حقوق الزوجية شىء فنسيا مرة فتذكر بعد أن خرج وتذكرت فخرجت في اثره فالفته راجعا فتحاللا ولما اراد اخراج ابنته لابى زكار
Página 250