221

al-Siyar

السير

Editorial

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Géneros

اموالهم يصرفها حيث شاء من سجلماسة وغيرها ومن ورعه وتقشفه إن خديمه أبا سابق علف ليلة فرسه من بيت المال فاعلمه فقال ما هذا يا أبا سابق وحلف لا قام ولا اكل ولا شرب حتى ترد في بيت المال فنزع أبو سابق عن الفرس وكمل ما نقص من اكل الفرس من ماله ورده من حينه فما برح حتى رجع أبو سابق فاعلمه فقال الآن احسنت.

ومنهم أبو منصور النفوسي عامله على نفوسه وطرابلس واسمه إلياس من أهل

تندميرة قرية من قرى نفوسة وكان في ابتدائه- قال في السير- من أهل الجملة. فنزل مرة إلى تيجي فالتقى بأبي مرداس مهاصر حافى الرجل قد ادماها الشجر والحجر في سنة قحط وشدة فاعطاه نعليه قال أبو مرداس نزع الله منك يافتى مالا يرضى ورد فيك ما يرضى قال أبو منصور فحسست حين دعا بما غشينى فوقع في نفسه التعلق بالمراتب العالية من العلم والعمل ببركة الشيخ وقد تقدم.

وكان بعد أن تولى امور المسلمين اذا خرج لقتال العدو ويركب بغلة ولا يتقى نبلا ولا ضربة على نفسه ولا على مركوبه ولا تقع به ولم يهزم له جيش ولم تنكس له راية وخرج مرة في طلب ولد خلف وقد هرب إلى زواغة وكان على مذهب ابيه ونزل عليهم بريموا فاجتمع رايهم على قتاله ومدافعته ومنع ولد خلف منه فقال شيخ من شيوخ بني يهراسن يسمى أبا سلمة هل لكم أن تتركوا ريموا وتتحصنوا بجزيرة جربة أو ترسلوا إلى الإمام بتيهرت يخرجكم من عمالة نفوسة ويفرد لكم عاملا أو تدفعوا صاحبكم إلى نفوسة وأنا كفيل لكم أن لا يتجاوزوا فيه الحق وحكم

Página 224