اموالهم يصرفها حيث شاء من سجلماسة وغيرها ومن ورعه وتقشفه إن خديمه أبا سابق علف ليلة فرسه من بيت المال فاعلمه فقال ما هذا يا أبا سابق وحلف لا قام ولا اكل ولا شرب حتى ترد في بيت المال فنزع أبو سابق عن الفرس وكمل ما نقص من اكل الفرس من ماله ورده من حينه فما برح حتى رجع أبو سابق فاعلمه فقال الآن احسنت.
ومنهم أبو منصور النفوسي عامله على نفوسه وطرابلس واسمه إلياس من أهل
تندميرة قرية من قرى نفوسة وكان في ابتدائه- قال في السير- من أهل الجملة. فنزل مرة إلى تيجي فالتقى بأبي مرداس مهاصر حافى الرجل قد ادماها الشجر والحجر في سنة قحط وشدة فاعطاه نعليه قال أبو مرداس نزع الله منك يافتى مالا يرضى ورد فيك ما يرضى قال أبو منصور فحسست حين دعا بما غشينى فوقع في نفسه التعلق بالمراتب العالية من العلم والعمل ببركة الشيخ وقد تقدم.
وكان بعد أن تولى امور المسلمين اذا خرج لقتال العدو ويركب بغلة ولا يتقى نبلا ولا ضربة على نفسه ولا على مركوبه ولا تقع به ولم يهزم له جيش ولم تنكس له راية وخرج مرة في طلب ولد خلف وقد هرب إلى زواغة وكان على مذهب ابيه ونزل عليهم بريموا فاجتمع رايهم على قتاله ومدافعته ومنع ولد خلف منه فقال شيخ من شيوخ بني يهراسن يسمى أبا سلمة هل لكم أن تتركوا ريموا وتتحصنوا بجزيرة جربة أو ترسلوا إلى الإمام بتيهرت يخرجكم من عمالة نفوسة ويفرد لكم عاملا أو تدفعوا صاحبكم إلى نفوسة وأنا كفيل لكم أن لا يتجاوزوا فيه الحق وحكم
Página 224