192

al-Siyar

السير

Editorial

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Géneros

في سقيفة الدار وادنى مجلسه وحادثه فخرجت جارية القاضي فاستسقاها فوصل الخصم ورأى بعض ذلك فوقع في نفسه إن خصمه بجنب القاضي يحادثه ويستسقي وأنا ملقي على باب الدار لا يلتفت إلى فلاحت من القاضي نظرة فرآه فقال ما حاجتك قال جئت خصما لأبي العباس فوجدته جالسا إلى جنبك فجلست هنا فأغضبه ذلك فقال لأبي العباس تأتيني خصما وتجلس إلى جنبي وتستقي جاريتي ياغلام خذ بيد أبي العباس وأجلسه مكان خصمه ولا يبرح وخذ بيد خصمه واجلسه إلى جنبي وامر الجارية فلتسقه ففعل الغلام ثم إن أبا العباس بعد انصراف شكاه إلى أفلح فقال قد اعلمتك بهذا ولكن الصواب ما فعل ولو فعل غيره كان مداهنا فاتصل فعله بوجوه الأباضية فاعجبهم فاستحسنوه.

ومنهم أبو يونس وسيم النفوسي التمزيني قال أبو زكريا إن الإمام استعمل

على قنطرارة أبا يونس وسيم وما ولاها فأحسن السيرة وسبب خروجه من جبل نفوسة إلى قنطرارة إن خدمه اذا احتطبن من مساقي ارباع الناس تركن الحفر من غير تسوية فيمسكن الماء عند مجىء المطر فخشى التباعات فولى قنطرارة فاحسن السيرة وعدل في القضية واحسن إلى الرعية وربما طلع على اشرف موضع حيث يسمعه الاقصى والادنى فينادى لا فرار من الصدقة والفار من الصدقة يؤذي ويكرر ذلك وتمادى على ولايته وعدله إلى إن مات مرضيا حميدا.

ومنهم مدمان الهرطلي كان شيخا تقيا وقافا وفي سير نفوسة إن مدمان الهرطلى

كان قاضيا أو عاملا للامام عبد الوهاب رضى الله عنه فاراد الإمام تجربته فبعث اليه

Página 195