157

al-Siyar

السير

Editorial

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Géneros

وبين جند طرابلس مخالفة فخرج الجند اليهم إلى واد الرمل فأقتتلوا فهزم الله الجند إلى مدينة طرابلس فأتبعهم من حضر من أهل الدعوة إلى المدينة فخرج الجند هاربين إلى ابراهيم بن الأغلب وهو عامل لهارون الرشيد على افريقية ومنزله بالقيروان ومات هارون وأقره الأمين فوجه ابراهيم ابنه عبد الله في ثلاثة عشر الف فارس سوى الأتباع فقاتل هوارة من أهل الدعوة فبلغ الخبر إلى الإمام فأقبل حتى نزل على طرابلس وفيها عبد الله بن ابراهيم وحاصرها وسد عبد الله باب زناتة وكان يقاتل من باب هوارة فاقام عليها زمانا وكانت محاصرته لها عام ستة وتسعين ومائة وهناك مات مهدي النفوسي وذلك انه خرج من العسكر إلى شاطىء البحر فسبحوا له حين أبصروه منفردا فسكوه وقطعوا رأسه قال أبو زكريا اذا قالوا له انهزم المسلمون يعنون الإمام ومن معه تعبس واذا قالوا له انهزمت المسودة انبسط وجهه وتبسم وفي كتاب سير نفوسة انهم علقوا راسه على السور فاذا قالوا له انهزم المسلمون انقبض وجهه واذا قيل له انهزم أهل المدينة انفتح حاجبه وتبسم وكل قريب فلما طال الحصار على أهل طرابلس وكان الإمام يشاور أصحابه في المكائد التي يكيدهم بها وكانت المدينة في غاية الحصانة والمنعة فيخرج ما اتفقوا عليه من الرأي وينقص من اتهم بالإخراج حتى اذا لم يبق الا وزيره مزور بن عمران فلم يخرج لهما خبر فقال الإمام لا نحاصر المدينة برجل واحد

Página 160