123

al-Siyar

السير

Editorial

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Géneros

طرابلس فأتفق رأيهم على تولية أبي الخطاب المعافري ويظهرون إن اجتماعهم بسبب ارض أرادوا قسمتها وقيل بسبب رجل وأمرأته اختصما فاتعدوا ليوم معلوم يجتمعون فيه ويأتي كل واحد بمن خلفه من أتباعه ويجعلون عدتهم في غرائر مملؤة تبنا فاخرجوا أبا الخطاب معهم فتكلم بعضهم فقال امضوا الامر الذي عزمتم عليه فقامت طائفة يتناجون وكل ذلك لاعلم لابي الخطاب بشئ فلما رجعوا من المناجاة قالوا لابي الخطاب ابسط يدك نبايعك على أن تحكم بيننا بكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام واثار الصالحين من بعده فقال لهم ليس لهذا اخرجتموني قالوا لابد من ذلك فلما راى الجد والحقيقة منهم قال لا أقبل منكم الا على شرط الا تذكر في عسكري مسئلة الحارث وعبد الجبار فأعطوه ذلك الشرط ومسئلة الحارث وعبد الجبار هي أن يقتتل رجلان من أهل الولاية فيقتل كل واحد صاحبه ولايدري الظالم والباغي من المبغا عليه فبعضهم قالوا هما على ولايتهما حتى يتبين امرهما وبعضهم قال نقف وكان عبد الجبار والحارث قاما عام احد أو اثنين وثلاثين بناحية طرابلس على عامل مروان بن محمد احدهما امام والآخر وزيره أو قاضيه اخوان لأم أو ابنا خالة فوجدوهما ميتين في بيت واحد وسلاح كل واحد في صاحبه فاختلفوا في ولايتهم فبلغت مسئلتهما أهل المشرق فاختلفوا كما اختلف أهل المغرب فكتب أبو عبيده وحاجب بالكف عن ذكرهما فاراد أبو الخطاب قطع مادة الخلاف وقد كان الحارث وعبد الجبار خرج اليهما عامل طرابلس فقتلوه فلما بايعوا أبا الخطاب على الإقامة بحق الله والعمل بما في كتابه والإقتداء بسنة نبيه وأتباع الأئمة المهتدين قبله فقبل ذلك ودخل مدينة طرابلس ومعه جماعة المسلمين على حين غفلة من أهلها وذلك عام أربعين ومائة وادخلوا الرجال في الجواليق في هيئة الرفقة فلما توسطوا المدينة أشهروا السلاح وقالوا لا حكم الا لله وقصدوا عامل أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فخيره أبو الخطاب بين الخروج بالأمان والقعود على أن ينتزع من الولاية فأختار الخروج نحو المشرق وأمنوا أهل المدينة وأحسن أبو الخطاب السيرة وأظهر العدل والتواضع فسلكت عماله ورعيته مسلكه وتولت ورفجومة القيروان وهم بطن من البربر وسبب توليتهم القيروان انه لما قتل حبيب بن عبد الرحمن عمه إلياس في أبيه وكان عبد الرحمن عامل بني أمية وأقره المنصور ثم خلع المنصور ثم قتله أخوه إلياس غدرا بليل أراد أن يوادعه فقتل إلياس حبيب في حرب بينهما وفر عبد الوارث من ابن اخيه حبيب ومن فل من جيش إلياس إلى ورفجومة فبعث حبيب بن عبد الرحمن إلى عاصم بن جميل الورفجومي يرسل اليه عمه عبد الوارث ومن معه فأمتنع فزحف اليه حبيب فأقتتلوا وهزم حبيب فزحف عاصم وأخوه مكرم إلى القيروان فدخلوها بعد حرب وفر حبيب إلى قابس ثم إلى جبل اوراس فاستحكمت ورفجومة على القيروان وعتوا وطغوا وجاروا وساموا الناس سوء العذاب

Página 126