أنت لا تعرف يا فيدو.
لا تعرف ولا تصدق.
إنه الآن شبح يرقص مع ملايين الأشباح، في هاوية عميقة عميقة، على رنين طبلة جوفاء، يضربها شيطان بغيض، على غناء غامض، بربري، مميت؛ كما يغني الزنوج ويرقصون، في غابة كثيفة، ومتوحشة، وبلا حدود.
ذلك أن طائرة صغيرة حلقت ذات يوم في سماء المدينة.
في ذات يوم منذ أربعة عشر عاما وحين قاربت المصنع ضغط ربانها - وكان في هذه اللحظة يمضغ قطعة من اللبان اللذيذ - على زر صغير، فهبطت قنبلة صغيرة، كان صاحبك يا فيدو ضحية من ضحاياها.
انطلقت شظية كأنها حشرة كريهة إلى قلبه، وحين يصاب قلب الإنسان - ذلك الشيء العميق كالبحر، الطيب كالسماء - يطفر شيء أحمر على جلده - شيء دافئ، مر، مضيء، كأنه نجمة تنطفئ.
في ذلك اليوم وقفت تنتظر صاحبك، كما تفعل كل يوم يا فيدو.
ساعة وساعتين حتى طال انتظارك.
أقبل الأتوبيس ثم ذهب.
هبط منه الرفاق ثم تفرقوا.
Página desconocida