99

Un secreto que me inquieta

سر يؤرقني

Géneros

استيقظت إيلين من النوم على ضوء الشمس في وضح النهار لترى جون واقفة بجوار سريرها حاملة صينية في يديها، عليها قدح من القهوة وسكر وقشدة، وشرائح من توست القمح كامل الحبة المصنوع بالمنزل. «يا إلهي! هذا ما كنت أنوي صنعه لك.» «ما الذي كنت تنوين صنعه؟» «أن أحضر لك القهوة إلى السرير. وقد استيقظت من قبلك، ولكني انتظرت. أردت الانتظار حتى تشرق الشمس.»

لم تقل إيلين إنها ظلت مستيقظة طوال الليل تقريبا، تتحسس صلابة حشية الفراش، ونعومة الملاءات، وهي نفسها كشيء غريب، لا ضرورة له أعلاها.

وضعت جون صينية الطعام، قائلة بلهجة انتقادية: «كيف يمكنك أن تعيشي بدون ساعة يد؟ هذا لا يقل بشاعة عن عدم قيامك من السرير ومحاولة عمل أي شيء. إنك لم تستطيعي حتى إدارة مطحنة البن.»

في الواقع، نسيت إيلين ذلك تماما، نسيت أنهم يطحنون قهوتهم بأنفسهم. يحضرون نوعين أو ثلاثة من الحبوب من متجر مشهور في وسط المدينة، ويصنعون مزيجا خاصا بهم من البن المطحون.

أردفت جون: «على أي حال كان يجب أن أستيقظ من النوم؛ فهناك كم لا يصدق من الأشياء لعملها.» «أستطيع المساعدة.» «ساعديني فقط الآن بشرب قهوتك هذه والبقاء مكانك بينما أبعد القطيع الهادر بعيدا عن الطريق.»

كانت تعني بذلك الأولاد، كانت ولا تزال تطلق عليهم هذا اللقب دائما. لم يحدث أي اختلاف عما كان، نفس الأسلوب المرتجل البراق. كانت ترتدي ملابسها بالفعل، بنطلونا برتقالي اللون وبلوزة مكسيكية مطرزة من قطن غير مبيض. كانت تبدو كالمعتاد بشعرها الكستنائي المسحوب إلى الخلف والمربوط بشريط مطاطي، وخصلات طويلة ناعمة من شعرها تنساب على جبينها. إنه نفس المظهر الذي ينم عن الحماس المفرط والسيطرة والانشغال، الذي يؤثر فيك ويثيرك في الوقت نفسه. تلك صفات تليق بزوجة مسيطرة. كانت بشرتها متوردة، خشنة الملمس عند وجنتيها وعنقها. ولا بد أن فجيعتها بثكل ابنها قد أدت إلى زيادة احتقان بشرتها، إن كان هناك ما يمكن أن يؤثر فيها.

رأت إيلين أنه من السذاجة أن تتوقع أي تغيير بها. كانت تحسب أن جسد جون قد تعرض للنحول والذبول بسبب أحزانها، وأن صوتها قد أمسى غير واضح، أو لعله أصبح صامتا تماما. ولكن ليلة أمس عندما تعانقا، في المطار، أحست بأن جسد أختها نشيط مفعم بالحيوية كعادته دائما كما لو كان له مصدر طاقته الخاص. وعندما حاولت قاطعتها جون مواساتها في إصرار حاد، بل وبنبرة تدل على الابتهاج تقريبا قائلة: «الرياح عاصفة اليوم، هل كانت رحلتك مروعة؟» •••

أرسلت جون الأولاد الصغار إلى المدرسة. كان لدى جون وإيوارت من الأطفال سبعة، إذا حسبنا دوجلاس واحدا منهم. الخمسة الكبار منهم صبية، ثم تبنيا فتاتين، كانتا هنديتين أو نصف هنديتين. أما الطفل الأصغر فكان لا يزال في روضة الأطفال. كان دوجلاس يبلغ من العمر سبعة عشر عاما.

تناهى إلى مسامع إيلين صوت جون وهي تتكلم في الهاتف، قائلة: «أنا لا أريد كبت مشاعرهم، ولكني لا أريد إثارتهم على نحو مصطنع أيضا. هل تفهم قصدي؟ نعم. هذه هي بيئتهم الطبيعية. أنا أعتقد أنهم في حال أفضل هنا. ولكني أريد أن تتاح أمامهم الفرصة لكي يعبروا عن أحزانهم. لو كانوا يريدون التعبير عن هذا الحزن. نعم. بالضبط. نعم. شكرا لك. شكرا جزيلا.»

ثم أجرت مكالمة هاتفية للترتيب لشراء ماكينة صنع القهوة. «أعرف أنه كان يجدر بي حينها شراء الماكينة التي تصنع خمسين كوب قهوة وليس التي تصنع ثلاثين. دائما ما تنتهي بي الحال هكذا. أوه لا، لا، كل هذه الأشياء تم الترتيب لها. لا، أنا أفضل هذا. شكرا جزيلا.»

Página desconocida