استيقظ آرثر في المساء وجلس مرتديا منامته. جاء بلايكي نوبل للزيارة، وقال إن غرفته بالفندق تقع فوق المطبخ مباشرة، وإنه كان يشعر كما لو أنهم كانوا يحاولون طهوه بالبخار، وهو ما جعله يستحسن هواء الشرفة اللطيف. لعبوا الألعاب التي يحبها آرثر، ألعاب معلم المدرسة. لعبوا لعبة الجغرافيا، وحاولوا معرفة من بمقدوره تكوين أكبر عدد من الكلمات من اسم «بيتهوفن». فاز آرثر؛ فقد حصل على أربع وثلاثين نقطة، وكان مسرورا أيما سرور.
قالت شار: «تحسب نفسك وجدت الكأس المقدسة!»
لعبوا لعبة «من أنا؟» حيث كان على كل منهم اختيار شخصية ما - حقيقية أو خيالية، حية أو ميتة، إنسان أو حيوان - فيما كان على الآخرين محاولة تخمين من تكون تلك الشخصية من خلال طرح عشرين سؤالا فقط. استطاعت إت تخمين حقيقة الشخصية التي يقصدها آرثر بعد السؤال الثالث عشر: السير جالاهاد. «لم يدر بخلدي قط أن تعرفيه بهذه السرعة.» «لقد تذكرت ما قالته شار عن الكأس المقدسة.»
قال بلايكي مقتبسا عن السير جالاهاد: «قوتي تساوي قوة عشرة؛ لأن قلبي نقي!» ثم أضاف: «لم أكن أعرف أنه بمقدوري تذكر ذلك.»
قالت إت: «كان حريا بك أن تكون الملك آرثر. فاسمك على اسمه.» «كان حريا بي ذلك، فالملك آرثر كان متزوجا من أجمل امرأة في العالم.»
قالت إت: «ها، نعرف جميعا نهاية تلك القصة.»
توجهت شار إلى غرفة المعيشة وأخذت تعزف على البيانو في الظلام:
الزهور تتفتح في الربيع، ترا ... را،
ما بيدها حيلة حيال هذا الصنيع ...
عندما جاءت إت لاهثة في يونيو الماضي، وقالت: «خمني من رأيت وسط البلدة بالشارع؟» أجابتها شار التي كانت جالسة متكئة على ركبتيها تلتقط حبات الفراولة: «بلايكي نوبل.» «أرأيته؟»
Página desconocida