46

Un secreto que me inquieta

سر يؤرقني

Géneros

صاح ريكس، ذلك المهرج: «اسبح! اسبح!» وهوى في الماء، في حين أخذت الأخت غير العمياء تدور حول نفسها صارخة: «لينقذه أحدكم! أنقذوه! لا تدعوه يغرق!»

ظهر يوجين متشبثا بالجزء البارز من الرصيف. ثم وقف على قدميه والماء يقطر منه، كان يقف هناك محتفظا بتوازنه وهو يزيح الشعر عن عينيه، في حين صرخت فتاة قائلة: «وحش البحر! وحش البحر!» فدوى تصفيق الرجال، بقيادة السيد موري، هازئين.

لم يتوقف مشغل الموسيقى خلال أي من هذه الحوادث.

قال السيد موري: «هذا ما أوصلنا إليه. المشي على الماء.»

قالت الأخت العمياء: «إياكم أن يقرعه أحد؛ فقد بذل كل ما بوسعه.»

مشى يوجين نحوهم ببطء مبتسما، وقال: «أنا حتى لا أعرف السباحة.» قالها ملوحا بيديه في الهواء بسرور. بدا كما لو أنه خرج منتصرا. واستطرد: «لقد زحفت على امتداد الرصيف. كان بإمكاني الوقوف سريعا ولكنني أحببت كوني تحت الماء.»

قال السيد لوهيد: «عد إلى المنزل وغير ملابسك إذا كنت لا تريد الإصابة بالتهاب رئوي.»

قالت إحدى السيدتين المنشدتين: «هل كان الأمر مجرد مزحة إذن؟» ومع أنها لم توجه حديثها إلى السيد لوهيد، فإنه استدار نحوها وقال لها بحدة: «ماذا كنت تحسبينه؟» نظرت السيدتان إحداهما إلى الأخرى، وضغطتا على شفاههما تعبيرا عن امتعاضهما من فظاظته.

قال يوجين بصوت مرتفع قليلا، ناظرا حوله: «أنا آسف إذا لم يكن هذا ما كنتم تأملونه جميعا. الخطأ خطئي وحدي؛ فأنا لم أصل بعد إلى النقطة التي تمنيت الوصول إليها في التحكم بنفسي. ولكن إذا كان هذا قد خيب آمالكم فقد كان بالنسبة لي مثيرا ورائعا ولقد تعلمت منه شيئا مهما. أريد أن أشكركم.»

صفقت السيدات بلطف هذه المرة، وانضم إليهن بعض الشباب مصفقين بمبالغة أكثر. رأى السيد لوهيد أن الناس قد انقسموا إلى مجموعتين تجمعهما قواسم مشتركة أكثر مما يظنون. لم تكن أي من المجموعتين لتقر بذلك، لكن ألم تكن توقعاتهما تسير في نفس الاتجاه؟ وما الذي غذى مثل تلك التوقعات في نفوسهم؟ إنه اليأس، كان هو اليأس في الحقيقة، إلا أن الاعتزاز بالنفس يمنع المرء من الاعتراف به.

Página desconocida