لقد كنت هناك
أنتظر في الكنيسة،
أنتظر في الكنيسة،
أنتظر في الكنيسة،
وعندما وجدته، تركني وحدي مسكينة،
أوه، لقد غرس في قلبي سكينا.
هذا ما غنته لنا الخالة دودي، وهي تغسل الأطباق على مائدتها المستديرة المغطاة بمشمع بال. كان مطبخها كبيرا مثل المنزل، وله باب خلفي وباب أمامي، وكان هواء النسيم دائما فيه. وكان لديها مبرد صنعته بنفسها، لم أر مثله من قبل، وبه قطعة كبيرة من الثلج تحضرها من مستودع الثلج في عربة طفل من مسافة بعيدة. كان مستودع الثلج نفسه مميز الشكل، وهو عبارة عن مخبأ مسقوف يتم تجميع قطع الجليد فيه من البحيرة في فصل الشتاء للاحتفاظ بها في فصل الصيف في نشارة الخشب.
ثم قالت لنا: «بالطبع لم يكن هذا خطئي، ولا خطأ الكنيسة.» •••
عبر الحقول وبعد مزرعة الخالة دودي وفي المزرعة التالية لها كان يعيش شقيق أمي، الخال جيمس وزوجته الخالة لينا وأبناؤهما الثمانية. كان ذلك المنزل حيث نشأت وترعرعت أمي. كان منزلا أكبر وبه أثاث أكثر ولكنه ليس مطليا من الخارج، ولونه رمادي داكن، وأثاثه في الغالب عبارة عن أسرة خشبية عالية، مزودة بوسائد من الريش وشبابيك منحوتة داكنة اللون، ووضعوا تحت الأسرة قدورا لا يتم تفريغها كل يوم. زرنا المنزل ولم تأت الخالة دودي معنا؛ فقد كانت على خلاف مع الخالة لينا. والخالة لينا لم تكن اجتماعية؛ حيث لا تتحدث كثيرا إلى أي شخص. وقد حكت لنا أمي والخالة دودي أنها كانت فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاما، وكانت تعيش في منطقة غير مأهولة حين تزوجت الخال جيمس (وهو ما جعلنا نتساءل: كيف تعرف عليها الخال جيمس؟) في هذا الوقت كانا قد تزوجا منذ عشرة أعوام أو اثني عشر عاما. كانت طويلة القامة ذات جسد نحيل من الأمام والخلف على الرغم من أنها كانت على وشك ولادة طفلها التاسع قبل الكريسماس، وكان وجهها مليئا بالنمش الداكن وعيناها ملتهبتين قليلا مثل عيون الحيوانات. وكان لجميع الأطفال نفس هذه العيون بدلا من عيون الخال جيمس الزرقاء.
قالت الخالة دودي: «عند احتضار أمك سمعتها تقول: لا تلمس هذه المنشفة، استخدم مناشفك الخاصة؛ إذ كانت تعتقد عن جهل أن السرطان يمكن أن ينتقل مثل الحصبة بسبب استخدام الأدوات الشخصية للمريض.» «لا يمكن أن أسامحها أبدا.» «ولم تكن تدع أيا من الأطفال يقترب منها. وقد اضطررت للذهاب وتغسيل أمك بنفسي؛ كنت شاهدة على كل شيء.» «لا يمكن أن أسامحها أبدا.»
Página desconocida